د.محمد بن عبد العزيز الفيصل
((دائما ما تبدأ قصص النجاح برؤية، وأنجح الرؤى هي تلك التي تبنى على مكامن القوة، ونحن نثق ونعرف أن الله سبحانه حبانا وطناً مباركاً هو أثمن من البترول، ففيه الحرمان الشريفان، أطهر بقاع الأرض، وقبلة أكثر من بليون مسلم، وهذا هو عمقنا العربي والإسلامي وهو عامل نجاحنا الأول))، بهذه الكلمات المحفزة أطلق الشاب الطموح صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع - حفظه الله- معالم رؤية المملكة العربية السعودية 2030، التي رسمت مستقبلاً جديداً لوطننا الغالي، الذي بدأ يخطو خطوات سريعة ومتلاحقة نحو المستقبل المضيء الذي ينتظر بلادنا، فمنذ أن وافق مجلس الوزراء برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- على خطة الرؤية، ووطننا يتّجه بثباتٍ وقوة إلى مواطن الرقي في كافة المجالات وشتى الأصعدة، ويأتي في طليعة هذه الوثبات المحفزة الإعلان عن تجربة ناجحة لاختبار أول طائرة سعودية أوكرانية! وهي الطائرة التي تم الإعلان عن تدشينها نهاية شهر ربيع الأول هذا العام، فقبل أيام بشّرنا الطيار المهندس اللواء محمد عايش الغامدي -قائد الطائرة- عن جاهزية الطائرة ((آي إن 132)) للطيران والخدمة، وبلا شك أن هذا الحدث يُعدُّ تقدماً رائداً على مستوى الصناعات الوطنية، كما أن هذا الخبر المبهج والسار ليس آخر مفاجآت الرؤية ولا أبرزها فوطننا الآن يعيش تسارعاً محموماً في ميدان التقدم، ومن أبرز سماته ما أعلن عنه مهندس الرؤية الأمير الطموح محمد بن سلمان وهو الاستغناء عن النفط! ليؤكد أن المملكة ستندفع بقوة نحو التنمية وأن سيرها نحو الإنجاز لن يتأثر بانخفاض أسعار النفط، وهذا ما يحكيه واقع المملكة الآن.
لقد أصبحت مملكتنا الحبيبة بقيادة ربانها القدير مليكنا المفدى خادم الحرمين الشريفين، وبمساندة سمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وسمو ولي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع -وفقهم الله-، صمام الأمان للعالمين العربي والإسلامي، فقد أكدت المملكة عبر مواقفها الثابتة والراسخة أنها المناصر الأول للقضايا الإسلامية، وفي مقدمتها قضية فلسطين، فلم تتأخر المملكة عن دعم فلسطين قيادةً وشعباً، ولم تتوانَ عن إغاثة الشعب اليمني الشقيق عبر عاصفة الحزم التي بادرت بها المملكة لإنقاذ اليمن من براثن المغتصبين والمعتدين، وهذه المواقف هي غيض من فيض، فمبادرات المملكة لنصرة العرب والمسلمين لا يمكن حصرها، فهذه القوة الخارجية توازيها قوة داخلية ووثبة نحو التقدم والنماء التي تمثّلها رؤية المملكة العربية السعودية 2030، وهذا هو التكامل المطلوب بين الخارج والداخل.
بعد أيام قليلة ستحتفل رؤية المملكة العربية السعودية 2030، بعامها الأول الذي حمل في طياته الكثير من الخير للوطن والمواطن، وها هي بوادر الخير والنماء تفيض علينا عبر أعمال كبرى جليلة قام بها قائد الأمة وباني نهضتها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله-، الذي جاب مؤخراً عواصم الشرق من أجل الوطن؛ ولبناء تحالفات صناعية تنموية معرفية لتعزز علاقة المملكة مع تلك الدول المؤثرة في ميادين الصناعة، الأمر الذي يعود بالنفع على الوطن والمواطن؛ فهي تحية بحجم السماء لمليكنا المفدى ولسمو ولي عهده الأمين ولسمو ولي ولي العهد -حفظهم الله-، على ما يبذلونه من جهود جبارة في سبيل رفعة الوطن وعلو شأنه، مما يضاعف مسؤولية على المواطن، تجاه نفسه ووطنه، فالوطن يستحق منا الكثير.