بدعوة كريمة من معالي الشيخ عبدالله بن محمد البليهد تشرفت بمرافقته إلى بلدة الشعراء لما أسمع عنها من ماض جميل واهتمام الناس بها وبتاريخها القديم والحديث ولمحبته لها ولأنها مسقط رأسه ومحل دراسته الأولى فقد أقام بها منزلًا كبيرًا كافيًا له ولضيوفه عندما يزورها وفعلا وصلنا إلى هناك ولقد وجدت أكثر مما سمعت من حسن الاستقبال لكل زائر وقد تسابقوا على الاحتفاء بمعاليه وضيوفه ولقد رأيت فيها أموراً قد لا تتكرر في أكثر المدن وهي التسابق على إكرام الضيف والاهتمام بماضيهم المجيد وإيثار الصغير للكبير فعندما تكون مدعواً لضيافة إنسان ويحضر المجلس أكبر منه سناً من أقاربه أو أرحامه يترك له الترحيب والدعوة إلى الطعام رغم أن الداعي غيره وهناك ميزة أخرى وهي الارتباط الأسري بينهم ويندر أن تجد أفراداً أو جماعات لا يرتبطون بنسب أو رحم وكلهم يتسابقون على الكرم والجود والتحدث بماضي الأجداد ولقد حدثونا بكل فخر عن زيارة الملك عبدالعزيز واهتمامه بهذه البلدة وأهلها وقد أقاموا مشروعا لترميم الشعراء القديمة وأوقفونا على ذلك متحدثين بكل فخر عن زيارة الملك عبدالعزيز لها والتقائه بأهلها ويحتفظون بالأماكن التي جلس فيها فحياهم الله من رجال كرماء يفخرون بماضيهم وحاضرتهم.
ووفقهم الله لكل خير وأكثر من أمثالهم.