لا أدري ماذا أكتب في حق وطن عظيم، أو من أين أبدأ كلامي؟ فأعماقي مليئة بكلمات لا أعرف لها وصفًا.. كلمات الشكر لك يا أغلى وطن.. نعم، يولد حب الوطن مع المواطن منذ الولادة؛ لذلك يعتبر حب الوطن أمرًا فطريًّا، ينشأ عليه الفرد؛ إذ يشعر بأن هناك علاقة تربط بينه وبين هذه الأرض التي ينمو ويدفأ في حضنها. وحب الوطن ليس حكرًا على أحد؛ إذ إن كل فرد يعشق ويحب وطنه. وإن ديننا الإسلامي يحثنا على حب الوطن والوفاء له. نعم، جهود تبذل من أجل هذا الوطن؛ لنحقق الأمن والأمان والاستقرار لهذا الوطن الذي نعمنا وتربينا على أرضه.. فها هي جهود ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز نجل نايف بن عبدالعزيز بحنكته وشجاعته وتسديد رأيه؛ إذ تتواصل جهود حكومتنا الرشيدة بحملتها لضبط وترحيل المقيمين غير الشرعيين ضمن حملة «وطن بلا مخالف» التي أطلقها ولي العهد وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف، ودخلت حيز التنفيذ..
نعم، هي حملة كبيرة، جاءت في وقتها، وأطلقتها وزارة الداخلية بهدف القضاء على كل من يعمل في وطننا بشكل غير نظامي. حملة تتكاثف فيها الجهود بين العديد من الجهات الحكومية في سبيل إنجاحها خلال المدة المقررة (90 يومًا). حقيقة، هي فرصة لكل مخالف للأنظمة من أجل تصحيح وضعه، والابتعاد عن العقوبة التي ستقع عليه في حال لم يصحح وضعه. وتأتي هذه الحملة بعد حملات مماثلة عدة، اتُّخذت سابقًا، كانت الأولى عام 1997؛ إذ تمكنت في تلك الفترة من معالجة أوضاع أكثر من أربعة ملايين ونصف المليون وافد، تلتها حملة ثانية طُبقت عام 2013؛ إذ تعقبت الجهات الأمنية المخالفين في أرجاء المملكة كافة بعد أن ارتفع معدل الجريمة، وكثر التسيب في الساحات والطرقات. وقد نتج من هذه الحملة ترحيل أكثر من نصف مليون مخالف. حقيقة، الكل سعيد بهذه المبادرة التي جعلت الجميع يحسب حسابًا لكل شيء، ويعرف كيف يسلك الطريق الصحيح في جميع ما يفعل. وإن هذه الحملة - من وجهة نظري - سوف تؤتي ثمارها، وسوف يحسب كل مخالف ألف حساب لمملكتنا الحبيبة؛ لذلك يجب على كل مواطن تربى على هذه الأرض الطاهرة، ونال من خيراتها، أن يسعى ويعمل من أجلها، وأن يساعد بتلك الجهود المبذولة لهذا الوطن. ألف تحية لحكومتنا الرشيدة، وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وسمو ولي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، حفظهم الله ورعاهم، وحقق على أيديهم الآمال والطموحات لهذا الوطن المعطاء. نعم، جميل أن تتجلى جميع صفات المواطنة الصالحة في الأجيال، وهي الانتماء إلى الوطن، والولاء له، والاعتزاز به، والإسهام في بنائه وتقدمه..
ونحن نقول: أنت يا مملكتنا تاج على رؤوسنا، وأنت الهوى المتغلغل في أعماق أفئدتنا؛ فليس في القلب والفؤاد شيء إلا حب هذه الأرض الطاهرة. نعم، الوطن هو أجمل قصيدة شعر في ديوان الكون.