سعد الدوسري
يتعمَّد الكثيرون أن يصوروا مجتمعنا بأنه «فلَّاوي»، وأنه ما أن تبدأ الإجازة، حتى ينطلق براً وجواً إلى كل الأصقاع، لكي يستمتع بكل لحظة من لحظاته. وغالباً، ما نقرأ في هذه المناسبات، مقالات صحفية وتدوينات إلكترونية، أو نشاهد صوراً وتعليقات، تسخر من الازدحامات على المنافذ الحدودية.
معظم الذين يسخرون من مجتمعهم، في هذا السياق، هم أول من يسافرون إلى أوروبا وأمريكا، حتى ولو كانت الإجازة ثلاثة أو أربعة أيام! لكنهم لا يتركون خلق الله في حالهم. لا بدّ من أن يجدوا ضحية ملائمة، لكي يشبعوها نقداً، حتى ولو كان هؤلاء من الشريحة البسيطة التي تسافر من الرياض أو من القصيم للدمام، بحثاً عن متنفس بحري متواضع. وبدل أن يواجه نقادنا «الأفاضل» المؤسسات الخدمية التي لا تستطيع أن تنظم السياحة الداخلية، وتعيد ترتيب أنظمة المنافذ، لكيلا تتكرر كل عام، نفس قصص الازدحامات والتكدس البشري على مواقع الترفيه، في مدن مثل الدمام والخبر وأبها والطائف وجدة، يتبنى نقادنا الأفاضل «تلطيش» المساكين من سياح الداخل.
كل عام تأتي المواسم في أوقاتها المحددة، لا تتقدم ولا تتأخر. ومع ذلك، نواجه سنوياً نفس الإشكاليات، وربما تنشأ إشكاليات جديدة؛ ما السبب؟! هل لأن الموظفين لا يعملون إلا في الدقائق الأخيرة؟! هل لأن هناك قيادات إدارية، لا تسمح لهم بالتخطيط المبكر؟! وبعد هذا، لماذا المواطن الغلبان، هو الضحية؟!