«الجزيرة» - الاقتصاد:
شارك مدير عام صندوق أوبك للتنمية الدوليَّة «أوفيد» سليمان جاسر الحربش، في الاجتماعات السنوية حول قضايا ومستجدات التنمية التي تنظمها لجنة المساعدات الإنمائية التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بالتعاون مع مجموعة التنسيق العربية، والتي استضافتها هذا العام الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون في مدينة برن بسويسرا.
وقد ركزت اجتماعات هذا العام على وسائل تحقيق أهداف التنمية المستدامة من خلال تعزيز التعاون الإنمائي وتقاسم أفضل الممارسات بشأن تنفيذ التعاون الإنمائي الفعال وتشجيع العمل المشترك بشأن التعليم في البيئات الهشة. ويأتي هذا بالإضافة إلى تقييم أنشطة فريق العمل التابع للجنة المساعدات الإنمائية لمجموعة التنسيق العربي المعني بتعزيز الوصول إلى الطاقة في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى خلال عام 2016.
واستعرض الحربش بصفته رئيساً مشاركاً في إدارة الجلسة بالنيابة عن مجموعة التنسيق، استراتيجيات أعضاء مجموعة التنسيق العربية على الصعيد الإنمائي، مبرزاً دور المساعدات التي قدمتها للبلدان النامية في التخفيف من وطأة الفقر، لا سيما في البلدان المنخفضة الدخل.
وفي كلمته التي ألقاها في جلسة عقدت بعنوان «تعديل أدوات التعاون لضمان التنمية المستدامة،» شدد الحربش على أهمية تعبئة جميع الوسائل والموارد المتاحة لمواجهة تحديات أهداف التنمية المستدامة وضرورة إقامة شراكات قوية وسياسات متماسكة فيما بين جميع أصحاب المصلحة، موضحا أن الشراكة بالنسبة لـ «أوفيد» كانت وستظل دعامة أساسية في استراتيجياتنا للتخفيف من وطأة الفقر في مجال الطاقة وتحقيق التنمية المستدامة في جميع القطاعات. كما سلط الضوء على الافتقار إلى الموارد المالية الشاملة الميسرة لإتاحة فرص منصفة للجميع، مشيراً إلى أن هناك نحو بليوني شخص في البلدان النامية لا يزالون يعانون من عدم توفر مؤسسات الخدمات المالية الرسمية.
وأوضح أن «أوفيد» يتبع نهج شمولي من خلال كافة مرافقه الاقراضية، مشيراً إلى أن تمويلاته تساعد على تمكين البلدان الشريكة من إطلاق برامج للتمويلات الصغيرة لدعم الشركات التجارية الصغيرة والمتوسطة الحجم من خلال القروض وحدود الائتمان وغيرها من المخططات.
واستعرض الحربش تقريراً شاملاً لأنشطة «أوفيد» في مجال الطاقة خلال عام 2016 كأحد أعضاء فريق العمل المعني بتعزيز الوصول إلى الطاقة في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى استهله بوصف أوفيد «رائد مبكر» في القضاء على الفقر في مجال الطاقة في البلدان النامية، إذ اتخذ الطاقة محوراً لأنشطته منذ 2007 تنفيذاً للتوصيات الصادرة في إعلان قمة أوبك الثالثة في الرياض، والتي نصت على ضرورة مواءمة مؤسسات الإعانة في الدول الأعضاء لبرامجها من أجل القضاء على الفقر في مجال الطاقة وتحقيق التنمية المستدامة في البلدان النامية، ولا سيما في البلدان الأشد فقراً.
وأضاف أن «جهودنا وتأييدنا بالتعاون مع المؤسسات والمنظمات الأخرى المماثلة لعبت دوراً محورياً في وضع مسألة القضاء على فقر الطاقة في مقدمة جدول أعمال التنمية المستدامة باعتباره الهدف السابع من أهداف التنمية المستدامة»، مؤكدا على أن تحقيق هذا الهدف يتطلب استثمارات كبيرة تصل إلى نحو 1.3 تريليون دولار سنوياً.
ولفت الحربش إلى أن الهدف السابع من أهداف التنمية المستدامة ينبغي أن يركز على توفير خدمات الطاقة الحديثة للفقراء في أنحاء العالم، بما في ذلك استخدام مصادر الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة، منوهاً إلى ضرورة مناقشة قضية تغير المناخ في إطار الهدف الـ 13 من أهداف التنمية المستدامة المتمثل في اتخاذ إجراءات عاجلة للتصدي لتغير المناخ وآثاره من خلال المؤسسات المعنية.
في هذا الصدد، استطرد قائلاً أنه لتلبية احتياجات الطاقة لسكان العالم المتزايدين يلزم استخدام جميع مصادر الطاقة، بما في ذلك الوقود التقليدي، مؤكداً على ضرورة أن يتسم مزيج إمدادات الطاقة العالمي بالتنوع الشامل.
وفي الختام أكد الحربش على مواصلة «أوفيد» ومجموعة التنسيق العربية الالتزام بدعم خطط البلدان الشريكة، قائلاً «إنّ المجموعة على استعداد تام، كما هو الحال دائماً، الانضمام إلى جميع المبادرات الساعية إلى تعزيز أهداف التنمية المستدامة». كما دعا إلى بذل المزيد من الجهود المشتركة لمعالجة القضايا الخانقة التي تحول دون إحراز تقدم سريع نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة، منوهاً باستعداد «أوفيد» استضافة ورشة عمل للمساعدة في التغلب على هذه العقبات.