عواصم - وكالات:
تسبب قصف جوي بغازات سامة على شمال غرب سوريا أمس الثلاثاء بمقتل 58 مدنياً اختناقاً بينهم 11 طفلاً في هجوم أثار تنديداً واسعاً من عواصم العالم التي وجه عدد منها وبينها واشنطن أصابع الاتهام للنظام السوري, في حين نفى الجيش السوري بدوره (نفياً قاطعاً) استخدام أسلحة كيمائية في مدينة خان شيخون في محافظة إدلب. وقال أحد أفراد الطاقم الطبي إن عوارض المصابين تضمنت (حدقات دبوسية واختلاجات وخروج اللعاب من الفم وارتفاع في النبض). وأحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل (58 مدنياً بينهم 11 طفلاً صباح أمس الثلاثاء جراء إصابتهم بحالات اختناق إثر تنفيذ طائرات حربية قصفاً بغازات سامة على خان شيخون). وتسبب القصف وفق المرصد بإصابة نحو 170شخصاً آخرين بالاختناق. ورافق الحالات وفق المرصد أعراض إغماء وتقيؤ وخروج زبد من الفم. وأفاد مراسل فرانس برس أن الطائرات الحربية قصفت أولاً مكاناً قريباً من المستشفى قبل أن تستهدفه بضربتين إضافيتين أدت الأخيرة إلى دمار كبير. وتمكن أفراد من الطاقم الطبي من مسعفين وأطباء من الفرار، ليتكرر القصف على محيط المستشفى. وفي أحد مستشفيات خان شيخون ارتمى المصابون وبينهم أطفال على الأسرة وهم يتنفسون بواسطة أجهزة أوكسيجين. وتزامناً مع المجزرة الكيمياوية تجدد القصف الجوي ليطال المستشفى ذاته ما ألحق به دماراً كبيراً. وأشار مصدر أمريكي إلى أن الحكومة الأمريكية تعتقد أن العنصر الكيماوي الذي استخدم في هجوم قرب إدلب هو السارين وأن من (شبه المؤكد) أن الهجوم نفذته قوات الأسد. واعتبر كبير المفاوضين في وفد الهيئة العليا للمفاوضات إلى جنيف محمد صبرا أن الجريمة تضع كل العملية السياسية في جنيف في مهب الريح. وقال إن ما حصل في خان شيخون (يجعلنا نعيد النظر بجدوى المفاوضات).
وأعلنت لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة حول حقوق الإنسان أمس أنها تحقق حاليا حول الظروف المحيطة بهذا الهجوم بما فيها المزاعم عن استخدام أسلحة كيميائية. ويعد هجوم خان شيخون وفق المرصد السوري ثاني أكبر اعتداء بسلاح كيميائي منذ الغوطة. وأثار الهجوم ردود فعل منددة من عواصم العالم التي وجه عدد منها أصابع الاتهام لقوات النظام. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض شون سبايسر إن هذا العمل المروع من جانب نظام بشار الأسد هو نتيجة ضعف الإدارة السابقة وانعدام التصميم لديها، مضيفا أن بلاده تقف إلى جانب حلفائها في أنحاء العالم للتنديد بهذا الهجوم الذي لا يمكن القبول به. وإثر دعوة فرنسية وبريطانية يعقد مجلس الأمن الدولي اليوم اجتماعا طارئا لبحث القصف على خان شيخون لبحث تداعيات الهجوم. وقال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند: (كما حصل في الغوطة.. فإن الأسد يهاجم مدنيين مستخدما وسائل يحظرها المجتمع الدولي).