أمل بنت فهد
لا شك أن قدرات الناس متفاوتة.. بين المهارة حد الإتقان والتميز والإبداع.. وبين تقديم ما تيسر لأسباب خارجة عن قدراتهم.. ولابد أن تدرك هذا التفاوت لتكون عادلاً ومنصفاً.. وكي يدور العمل حولك وتكون حركته انسيابية.. كل شيء في مكانه.. بحسب المساحة والسرعة والشكل وو..و إلخ.
لكن هل صادفت أحداً من جماعة (مدري، ما أعرف) هل استطعت أن تكتشف حيلته ليتهرب من مسؤوليته ومهامه.. هل استطاع أن يلعب معك على وتر القدرات المحدودة.. وهو خارق الذكاء ومحتال!
هل استطاع أن يأخذ نفس مزايا المبادر والمعطاء والنشيط.. ودون أن تنتبه استطاع أن يلبسك نظارة الغباء.. أتدري كيف حدث ذلك؟
هذا المخلوق غالباً يستخدم آلية استدرار العطف.. من باب العاطفة يدخل إليك.. محتال جداً ويشعرك بأنه مسكين وأقل من أقرانه.. ستجد إنتاجيته خلال اليوم أقرب للصفر.. وأغلب مهامه تم إسنادها لغيره من الأبطال والمميزين.. إنه بارع في التسويف حتى تفقد تركيزك عليه.. ومن ذكائه أنه يعلم يقيناً أن أعماله سوف ينجزها غيره.. لأنك أيها المدير أو الأب أو الأم لن تنتظره.. وستبحث عن «هبة الريح» ذاك الموظف النشيط.. والابن المطيع.. ومن تظن أنه سيقدم ما طلب منه على أتم وجه.
هذا السيناريو يتكرر في أماكن العمل.. وفي البيوت.. بين بطالة مقنعة يعيشها جماعة مدري.. وبين الضغط على المميز.. إنها اللحظة التي تتعمد فيها أن تتجاهل عدلك.. وضميرك.. في سبيل أن ينتهي العمل وينجز.. لا يهم كيف أنجز.. المهم أنه جاهز لتقديمه لأرباب العمل.. أو أنت جبان لست مستعدا لمراوغة الأخ مدري.. وفضلت التجاهل والضريبة يدفعها فريقك.. لأن الأخ مدري قنبلة تستعرض نفسها داخل منطقتك.. وتهدد بانفجار مريع.. ستفقد همة النشيط.. وسوف تعاني تسرب الكفاءات.. ورحيلهم سيتركك مع الأخ مدري.. ومحدودي القدرات.
جماعة مدري تحتاج قائدا ذكيا وقويا.. قائدا يحدد وقتاً للتسليم.. قائدا لا يعترف بأعذار مثل (لا أعرف.. ما أدري) لديه جواب واحد.. إن كنت لا تعرف تتعلم.. وإن لم تتعلم اكتب وثيقة جهلك.. ووقع أنك لا تعرف.. قائدا يستخدم معايير مختلفة لتقييم موظفيه.. يعرف متى يستخدم جانبه الإنساني.. ومتى يكون مهنيا وعمليا.