يوسف المحيميد
يقول مركز المعلومات والأبحاث السياحية التابع للهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بأن معدل إنفاق السعوديين على سياحة الويكند في البحرين، بلغت سبعة مليارات ريال خلال العام الماضي!
وتشير المعلومات إلى أن تذاكر حفل الفنانين محمد عبده وراشد الماجد نفدت في مركز الملك فهد الثقافي بالرياض، خلال أقل من يوم على بدء طرحها أمام الجمهور. ما يؤكد رغبة الناس بالحفلات الغنائية!
كما أكدت مقاطع الفيديو المنشورة عن قاعة المسرح لمهرجان أفلام السعودية في دورته الرابعة، حجم الكثافة الجماهيرية التي ملأت المكان، شغفًا بالسينما رغم أنها سينما نخبوية وليست جماهيرية!
الفعاليات والأنشطة التي نظمتها هيئة التربية خلال الشهرين الماضيين، رغم تواضع معظمها، إلا أنها أكدت عطش الناس للترفيه والبحث عن السعادة المفقودة لعقود طويلة!
كل هذا يؤكد أن المواطنين يسافرون إلى دول الجوار بحثًا عن هذه الفعاليات والأنشطة، من مناسبات ترفيهية وحفلات غنائية وعروض مسرحية وسينما وغيرها، ولو توفرت هذه في الداخل بما يحقق لهم هذه المتعة العائلية والترفيه اليومي والخروج عن المألوف، لما تسابق هؤلاء على السفر القصير، وتكدسوا عند منافذ دول الجوار، وأنفقوا مليارات الريالات خارج حدود البلاد، ولعل الأمر الآن أصبح متاحًا لتنفيذ كثير من النشاطات الثقافية والسياحية والترفيهية التي كنا نعتقد صعوبة تنفيذها، كتنظيم الحفلات الغنائية، وإنشاء صالات السينما في المراكز التجارية الكبرى، كما في دول الخليج، ولعل المسؤولية على هذه الهيئة الوليدة، هيئة الترفيه، مضاعفة، لأن عليها إنشاء بنية أساسية لهذه الفعاليات المختلفة، إضافة إلى أهمية العمل بشكل جديد ومبتكر، وعدم الاكتفاء بتكرار تجارب الآخرين، بل البدء من حيث انتهوا، وهي فرصة ثمينة لهذه الهيئة كي تستفيد من تجارب دول العالم، وتقدم كل الفعاليات والأنشطة الترفيهية الجديدة التي تجذب المواطن والمقيم، خاصة في ظل عدم وجود هذه المكونات الثقافية الترفيهية من قبل، وذلك يحقق هدفين، إسعاد المواطن من جهة، والإسهام في رفع معدل الناتج المحلي الإجمالي، بما يتفق مع برنامج التحول الوطني 2020، ورؤية المملكة 2030، وبما يحفز قطاع السياحة والثقافة والترفيه للعمل كمنظومة متكاملة تؤثر في التنويع الاقتصادي، الذي نحن في أمس الحاجة إليه.