فهد بن جليد
لسان حال من لديه عاملة منزلية في مجتمعنا اليوم «أنا مُستعد لتلبية جميع طلباتها « فقط حتى ترضى، وتبقى صامدة، ولا تطلب الرحيل أو الهروب مع ظروف الاستقدام الصعبة، ومن ذلك تأمين (هاتف ذكي) لها، وخدمة (الواي فاي) المجانية في المنزل حتى تتواصل العاملة مع أسرتها - بالمناسبة هذا شرط معظم الجنسيات - وهو حق إنساني وطبيعي، في ظل الثورة التكنولوجية والمعلوماتية التي يعيشها العالم، ولكن ثمة تساؤل وخطر مُحدق؟!
من يضبط سلوكيات الخادمة فيما يخص عدم خروج أسرار وخفايا المنزل، وتصوير أحداثه اليومية، وإرسالها عبر وسائل التواصل الاجتماعي (بلغة الخادمة) مع أصدقائها وقريباتها في بلدها، أو خادمات الأقرباء والأصدقاء والجيران؟ خصوصاً الحلي، الملابس، صور الأطفال، صور غرف النوم والمطبخ، المُقتنيات، خلفيات المنزل ... إلخ.
لا يوجد في عقد العمل (الذي يجب أن يُطوَّر) ليشمل هذه المُستجدات العصرية، بند يُلزم العاملة المنزلية بالحفاظ على أسرار العائلة، وصور المنزل وساكنيه، والمسؤولية أو العقاب المُنتظر وفق الأنظمة إزاء مثل هذا الخرق! مع أنني أتوقّع أن الكثير من ربات البيوت (يغضضن الطرف) عن مثل هذه السلوكيات، ولا يُثرنها، خوفاً من رفض الخادمة العمل، أو هروبها، أو طلبها السفر والمُغادرة..
هناك صمت عجيب تجاه المسألة، وبرأيي أن المسؤولية تقع في المقام الأول على وزارة العمل والتنمية الاجتماعية، ومكاتب الاستقدام التي يجب أن تنتبه لهذا الخطر؟ وتضيف مثل هذه البنود (علانية وصراحة)، والمسؤولية الثانية تقع على ربة المنزل التي يجب أن تُعالج الأمر بحكمة وروية وفطنه، من خلال التفاهم والحوار مع الخادمة وتبيان خصوصية الأسرة، مع وضع ضوابط لحمل الهاتف وقصر استخدامه مثلاً في المطبخ أو الغرفة الخاصة بها، بحيث يُحظر حمل الهاتف والتجول به في أرجاء المنزل حتى عند غياب أفراد العائلة..
الكثير من القصص في مجتمعنا (خامدة وغير مُعلنة) نرويها لبعضنا (بصوت خافت) حول ابتزاز الخادمة للأسرة بالصور بعد سفرها، أو التهديد والخوف من استخدامها في أعمال سحرية و انتقامية..
لا يجب أن ندفن القضية تحت التراب ونعتبره تصرفاً فردياً برفع شعار (خصوصية الأسرة)، بل يجب أن نفكر بصوت عال ومسموع، ونطرح القضية للنقاش، حتى نجد الضوابط واضحة ومُطبقة؟!
وعلى دروب الخير نلتقي.