«الجزيرة» - عبدالله الفهيد:
اختتمت في العاصمة الايطالية روما المشاورات العلمية للاتفاقية الدولية لوقاية النباتات ووقف سوسة النخيل الحمراء، بمبادرة من المملكة العربية السعودية.
وخلال الاجتماع الذي عقد في المقر الرئيس لمنظمة الأغذية والزراعة في الأمم المتحدة (الفاو) أكد معالي وزير البيئة والمياه والزراعة المهندس عبدالرحمن الفضلي على إدراك المملكة لخطورة سوسة النخيل، وبذل المملكة كافة الجهود لمكافحتها. وقال الفضلي الذي رأس الوفد السعودي إن المملكة سعت لتركيز الجهود بإنشاء مركز النخيل والتمور بالأحساء ليهتم بخدمة النخيل ورعايتها، وتطوير البرنامج الوطني لمكافحة سوسة النخيل الحمراء، موضحاً أن البرنامج قد حقق نتائج إيجابية في بعض المناطق، والعمل جار في المناطق الأخرى على احتوائها والسيطرة عليها.
وقال الفضلي إن الوزارة تعمل ضمن برنامج التعاون الفني مع المنظمة على إعداد وتنفيذ برنامج نموذجي متكامل وخطة تنفيذية لمكافحة سوسة النخيل الحمراء، وتطمح من خلال تداولات ونتائج المشاورات العلمية التي عقدت في اليومين الماضيين التعرف على الممارسات الجيدة والدروس والنجاحات المستفادة وتبادل الخبرات في مجال مكافحة سوسة النخيل الحمراء على المستوى المحلي والإقليمي والدولي في هذا المجال المهم.
وخلال الاجتماع الذي استمر مدة يومين وحضره ممثلون من 32 دولة من الدول المتضررة من سوسة النخيل الحمراء، أكد الممثل الدائم للمملكة لدى منظمة الاغذية والزراعة الدكتور محمد الغامدي أن سوسة النخيل الحمراء، أصبحت قضية عالمية لأنها لا تزال تنتشر في جميع القارات. كما باتت أهم الآفات في نخيل التمر في العالم. مشيراً إلى أن السوسة التي نشأت في جنوب آسيا قد وصلت إلى المملكة العربية السعودية ومنطقة الخليج العربي في عام 1985. ثم تم اكتشافها في مصر في عام 1992 ووصلت إلى عدد من الدول الأوروبية بما في ذلك إيطاليا والمملكة المتحدة وأجزاء من أمريكا الشمالية ومنطقة البحر الكاريبي.
وأشار الغامدي في كلمته التي ألقاها نيابة عن المشاركين إلى أن السبب الرئيس لارتفاع معدل انتشار هذه الآفة هو التدخل البشري، وذلك عن طريق نقل أشجار نخيل التمر أو الفسائل المصابة بالعدوى من المناطق الملوثة إلى المناطق غير المصابة. وقد فرضت بلدان مختلفة قيودا صارمة على الحجر الصحي لتجنب انتشار هذه الآفة المدمرة.
وخلال الاجتماع ناقش ممثلو الدول الاستراتيجية المقترحة، متعددة التخصصات والأقاليم لإدارة موضوع سوسة النخيل الحمراء. وبين الدكتور الغامدي أن الاستراتيجة تشمل 4 عناصر أساسية للإدارة المتكاملة في البلدان المصابة، وهي تفتيش النخيل من أجل كشف الإصابات، واصطياد السوس البالغة بواسطة المصائد الفيرمونية المزودة بطعم غذائي، إضافة إلى المعالجات الكيميائية الوقائية والعلاجية، وإزالة واجتثاث أشجار النخيل الشديدة الإصابة التي تشمل أيضاً تنظيم حركة الغرس ونقل النخيل.