د. صالح بكر الطيار
كانت وستظل المملكة العربية السعودية السباقة في لم شمل العرب والحريصة على دراسة قضاياها عبر التاريخ ودائما ما تبادر إلى حل قضايا الشعوب وأسهمت القيادة الرشيدة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان في صياغة مشاريع عربية تكفل الأمن والأمان للشعوب وتسهم في لم وحدة الصف العربي الذي شتَّتته الأزمات المتلاحقة والتحديات الساخنة فبعد رجوع الملك سلمان من رحلة طويلة كان فيها يؤسس لمستقبل الوطن والمواطن شملت عدة دولا في آسيا توجه إلى مملكة الأردن التي تربطها بالمملكة علاقات تاريخية ومتنية وكالعادة استاثرت زيارتة بمتابعة عالمية وترحيب عربي كبير في وقت تحيط الفوضى والتدخلات الايرانية بشؤون الشعوب وحرب في اليمن مع ميليشيات الحوثي والمخلوع على عبدالله صالح، والتي أثبتت أن ايران تسعى ومنذ أمد إلى التدخل بين الشعوب والحكومات وخلق أجواء الفوضى السياسية في المنطقة ومحاولتها فرض سطوتها على مقدرات الشعوب.
كانت الزيارة الميمونة للملك سلمان إشارة واضحة للاعداء أن القوة العربية لا تزال قائمة وأن الاتحاد العربي والتشارك في المهام والهموم هي منهاج تتمسك به قيادتنا الرشيدة على مر الأزمنة حيث تزامن معها إعلان القمة العربية في عمان التي شهدت عدة قرارات وعكست لحمة عربية بين رؤساء وزعماء الدول، وأكدت أن السلام الشامل والدائم خيار عربي استراتيجي تجسده مبادرة السلام التي تبنتها جميع الدول العربية في قمة بيروت في العام 2002، وأعلنت السعودية ومعها الدول العربية بصوت واحد مطالبات واضحة بتنفيذ قرارات مجلس الأمن المتعلقة نحو القضية الفلسطينية مما يعكس توحد عربي ازاء قضايا الامة العربية يطالب بضرورة انسحاب إسرائيل من جميع الأراضي العربية المحتلة مع التمسك بكافة بنود السلام الشامل.
ورأينا وشاهدنا الايجابيات التي ستنعكس مستقبلا ازاء ضرورة إعادة إطلاق مفاوضات سلام فلسطينية إسرائيلية جادة وفاعلة لتحقيق الأمن والاستقرار للشعب الفلسيطني وإعطائه سيادته وحقوقه والمطالبة العاجلة بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية وآخرها قرار مجلس الأمن رقم 2334 عام 2016 التي أدانت الاستيطان الإسرائيلي مع أهمية توظيف بنود مؤتمر باريس للسلام في الشرق الأوسط (15 يناير 2017)، والذي جدد التزام المجتمع الدولي بحل الدولتين سبيلا وحيدا لتحقيق السلام الدائم.
ومن اكثر الامور الهامة التي نتجت عن القمة الوقوف بحزم ومناداة دولية مشتركة ضد ممارسات إسرائيل في تغيير الهوية التاريخية والدينية في فلسطين مع التنديد والشديد بتطبيق قرار المجلس التنفيذي لمنظمة (اليونسكو) الذي صدر في الدورة 200 بتاريخ 18 أكتوبر 2016، بوقف الانتهاكات الإسرائيلية في المسجد الأقصى ودعم حكومة وحدة وطنية في ظل الشرعية الوطنية الفلسطينية، برئاسة الرئيس محمود عباس.
نحن أمام عداء مركب يحيط بالدول العربية وآن الأوان لتوحيد الكلمة وتوظيف ما تضمنته قرارات القمم السابقة وأتطلع وغيري من أبناء هذه الامة العربية أن يعم التوافق السياسي والأخوي بين الزعماء، وقد شاهدنا عودتها بين بلدان شهدت العلاقات توترا بينهم مؤخرا مما سيعكس مجالات متميزة في العلاقات تعود لأصل التاريخ وتسير في نهج مصلحة الامتين العربية والإسلامية.