جاسر عبدالعزيز الجاسر
على غير العادة، غُيب الرئيس اليمني المعزول علي عبد الله صالح، وتولى مهمة خطبة «رجب» كبير الحوثيين عبد الملك الحوثي، إذ تذكر المصادر الموثوقة في صنعاء أن الحوثيين منعوا علي عبد الله صالح من مخاطبة ما حشدوه من أنصارهم في ميدان السبعين في صنعاء، ورغم ولع الرئيس المعزول في إلقاء الخطب، فإن الحوثيين أوكلوا هذه المهمة للكبير عبد الملك الحوثي الذي اكتسب وصف الكذاب منافساً نظيره في العمالة الإيرانية والكذاب حسن نصر الله في لبنان.
عبد الملك الحوثي وفي مسيرة دفعه للواجهة وتغيب الرئيس المعزول ألقى خطابه يوم الجمعة واستمر الخطاب ساعة كاملة وثلاثة وعشرين دقيقة، كعادة أمثاله في إطالة الخطب والتي تتضمن عادة إساءات وشتائم للآخرين وكل من لا ينصاع لشذوذهم المذهبي والفكري والسلوكي.
عبد الملك الحوثي ضمن خطابه العديد من الإساءات والشتائم لأهل اليمن ولم يفرق في توجيه سهام الإساءة بين أهل الشمال وبين أبناء الجنوب، فكل من لم ينساق خلف أجندات ملالي إيران نال نصيبه من الإساءة والشتم، وقد استفز الحوثي أهل صنعاء بعد قوله إن صنعاء تحوي الكثير من شبكات الدعارة والرذيلة، وزعم أن هذه الشبكات منتشرة في صنعاء في إشارة إلى تحميل حليفه المعزول علي عبد الله صالح وفلول قواته وحزبه «المؤتمر الشعبي العام» مسؤولية انتشار وتفشي شبكات الدعارة، وهو ما أثار سخط وغضب حلفاء الحوثي الذين يتحدثون عن دور داعم ومشجع من قبل مليشيات الحوثيين في نشر مثل هذه الشبكات وقيام بعض من قادة الحوثيين بتسهيل تهريب المخدرات التي لم تكن موجودة في اليمن إلا أنها تفشت بعد استيلاء الانقلابيين من الحوثيين وفلول المخلوع علي عبد الله صالح، والتي أصبحت منتشرة في محافظات صنعاء وصعدة وعمران وهي المحافظات التي تسيطر عليها مليشيات الانقلابيين من الحوثيين وفلول الرئيس المخلوع.
اليمنيون جميعاً بمن فيهم من كان مؤيداً للمخلوع علي عبد الله صالح، يرون أن الحالة المزرية وغير الأخلاقية التي يعاني منها اليمنيون في محافظات صنعاء وعمران وإب وصعدة، مسؤولية لا يمكن أن يتنصل منها الحوثيون ولا فلول قوات علي عبد الله صالح، إذإن تفشي المخدرات وانتشار شبكات الدعارة مثلما يقول عبد الملك الحوثي لم تكن موجودة في اليمن، إذ كان اليمنيون منشغلين فقط بجلسات القات وتناول هذا النبات المخدر وعلى العموم لم يكن كل اليمنيين مهتمين بهذا النمط، ولم يكن الجميع يحرص على «القات» أما في عهد الانقلابيين، فإن الوضع اختلف بعد تنشيط مليشيات الحوثي بالذات وعمل كثير من قياداتها في «تجارة المخدرات» التي يجلبونها من إيران وهو ما كسبوه من مدرسيهم ومدربيهم القادمين من لبنان والعراق وإيران.
خطاب عبد الملك الحوثي، كشف لليمنيين ماذا جلب لهم الانقلابيون من آفات وأمراض اجتماعية وسلوكية اعترف بها كبير الحوثيين الذي حصل على مرتبة كذاب بقوله إن اليمنيين يتعاطفون مع إيران بحكم المصلحة والفطرة.
هذا القول أصاب اليمنيين قبل غيرهم بالدهشة، وجعلهم يتأكدون من كذب كبير الإرهابيين الحوثيين، فأي مصلحة من إيران عندما تحول بلدهم إلى خراب وتحاول فرض نفوذها العرقي والمذهبي، وأي فطرة تجعل اليمني يميل لقوم حاول احتلال بلاده من أيام سيف بن ذي يزن.