حاوره - محمد المرزوقي:
وصف رئيس مجلس إدارة المنطقة الشرقية الثقافي محمد بودي، أن حاجة المؤسسات الأدبية الثقافية الرسمي منها والخاص والأهلي، بحاجة إلى مزيد من العطاء الثقافي المتكامل في العمل والرؤى التي من شأنها أن تعمل وتبدع وتتجاوز العقبات والمعوقات، مؤكدا على أهمية الملتقيات، وعلى ما تمثله مخرجاتها من «تفعيل» لتوصياتها الأهم فالأهم، وألا تكون حبيسة الأدراج، مشيرا إلى أهمية قيمة «التكريم» التي يجب على المؤسسات الثقافية أن تنهض به عبر مسارات عملها وفي مقدمتها الملتقيات التي تعقدها، التي بدورها ستجعل للمؤسسات الثقافية موطئ قدم حقيقي في المشهد الثقافي، الذي من شأنه رسم ملامح المؤسسات الثقافية من خلال ما تسهم به من «فعل» ثقافي» يسمع ويشاهد منجزه، مؤكدا بودي من جانب آخر على أهمية التنوع والشمولية والتجديد والتطوير المستمر، الذي يكفل الحضور الفاعل للمؤسسات الثقافية وفي مقدمتها الأندية الأدبية والأهلية والخاصة.
ما أولى أدواتكم التي تعملون بها ومن خلالها على مواصلة نجاح «ملتقى دارين» الثقافي؟
ملتقى دارين في نسخته الثانية وكذلك الأولى منه، حرصنا على ألا يكون ملتقى للنقاش، ففي نسخته الثانية لهذا العام: (المؤسسات الثقافية الأهلية والأهلية مراجعات واستشراف آفاق المستقبل) تجاوزنا ما درجت عليه العديد من الملتقيات إلى قيمة سامية تمثلت في التكريم، فكان التجديد، والتطوير، والإضافة المستمرة ما بين النسختين الأولى والثانية واضحة المعالم لعامة من تابع تفاصيل الملتقى، فقد كانت أولى الأدوات أن نختط للملتقى مسارا مختلفا عما تتناوله الملتقيات الأخرى، فكان مسارا مختلفا تمثل في «الأوعية الثقافية» فكانت نسخته الأولى عن «المجلات الثقافية في دول مجلس الخليج العربية» ثم اخترنا وعاء ثقافيا آخر هو: «المؤسسات الثقافية الأهلية والخاصة» في هذه الدورة، وسنمضي ضمن الرؤية نفسها، متخذين من المحلية والخليجية والعربية والعالمية أدوات تسهم في نجاح ملتقى دارين، إلى جانب «ضيف الشرف» وإشراك الشعوب الأخرى معنا عبر جسور نمده للشراكة وإشراك الآخرين معنا لفتح نوافذ ثقافية نتشارك فيها هموم العمل الثقافي والتكامل في النهوض به.
* ما الذي تراهنون عليه من قيم النجاح والأثر عبر ملتقى دارين الثقافي؟
إن أبرز ما نعتقد قيمته وعمق أثره، هو التكريم، إذ كرم الملتقى في هذه النسخة (45) مؤسسة أهلية ثقافية وذلك من خلال تكريم رؤسائها أو من يمثلها، فلك وللقارئ الكريم أن يتخيل شكر هؤلاء المحتفى بهم أمام الملأ في ملتقى دارين، احتفاء بهم وبدورهم في الإسهام في إثراء الحركة الثقافية في المملكة، وكأننا بذلك نقول لهم من خلال الملتقى: هناك من يقدر جهودكم، ومن يراقب إسهاماتكم، ومن يثمن دوركم، ليقول لكم شكرا على ما قدمتموه، وهي فرصة عبر هذا الحوار أن أؤكد على أهمية أن تختط الملتقيات الأخرى التي تقيمها الأندية الأدبية على تكريم كل في سياق مجاله الذي رسمه لملتقاه لما تمثله قيمة التكريم من احتفاء معنوي قبل أن يكون ماديا، فإذا ما تحدثنا عن ملتقى الرواية فأرى أنه لا بد من أن يكرم الروائيون، وكذا في ملتقى النقد، بأن يكرم البارزون ورواد النقد السعودي، وكذا في بقية الملتقيات كل يكرّم حسب مجاله الذي رسمه لملتقاه، لكون التكريم بمثابة الوقود، ويشكل قيمة لدى المكرمين من خلال الاحتفاء بهم في هذه الملتقيات الدورية.
* ما أبرز التصورات التي شكلّت ملامحها أوراق المشاركين في ملتقى دارين من أصحاب الشهادات، والأوراق البحثية في نسخته الثانية؟
لقد تبيّن لي بوجه عام أن الهم واحد، وأن معوقات العمل الثقافي هي واحدة سواء في المملكة أو دول الخليج، وفي عامة الدول العربية، وأن التحديات التي تواجهها المؤسسات الأهلية والخاصة هي ذاتها، وبالتالي وجود المشاركين والباحثين من المملكة ومن خارجها على طاولة ملتقى دارين الثقافي يتبادلون الرؤى ويناقشون الأفكار ويقرؤون الواقع، ويراجعونه ويستشرفون التحديات الراهنة والمستقبلية، والبحث عن حلول لمعوقات وتحديات الواقع، إلى جانب تلاقح التجارب من خلال المؤسسات الثقافية الأهلية.
* في هذه الدورة اختار ملتقى دارين (المؤسسات الثقافية الخاصة والأهلية) فكيف تصف خروجها بثمار أهداف عقد هذه النسخة؟
كان لكل مؤسسة ثقافية أو أهلية في الملتقى حضورها من خلال الشهادات، ومن خلال أوراق البحوث، وعبر التكريم - أيضا- كما سبق وأن أشرت إليه، فكان ملتقى هذه المؤسسات من داخل المملكة وخارجها على عدة مستويات فاعلة، على مستوى المنجز، أو الرؤية، أو التحديات، أو عبر ما قدمته من نجاح وغيرها عبر مسيرة مع العمل الثقافي، كلها من شأنها أن تعطي إضاءات هامة على الطريق، لكل من يسير في سياق ركب المؤسسات الأهلية أو الخاصة الثقافية، لأهمية الحاجة لهذه المؤسسات إلى معرفة تجارب المؤسسات الأخرى في المجال نفسه، لأنه من الصعوبة بمكان أن تظل تعمل وحدك، وأن تعلم بوجود شركاء آخرين في نفس الاتجاه والمستوى والعمل والقناعة، دون أن تتكامل معهم من خلال هذا التلاقي الذي يوقد لهم شموع هم في حاجة إليها عبر بعضها بعضا، ما يشكل ملامح الواقع فيما بينهم، ويضع التصورات التكاملية التي تستجلي كلما يحيط بعمل هذه الفئة من المؤسسات الثقافية، ويوصف ما يحيط بواقعها من تحديات، ويرسم ملامح مستقبل عملها الثقافي.
* ما أبرز ما تصفه لنا عبر هذا الحضور الثقافي الأهلي والخاص لتجعله في مقدمة بواكير نجاح الملتقى بإيجاز؟
هناك العديد من بواكير نجاح هذا الملتقى التي ستؤتي ثمارها، إلا أنني أضع في مقدمتها انعقاد (الاجتماع التنسيقي الأول) لرؤساء المؤسسات الثقافية الأهلية والخاصة، الذي استضافه في هذا الملتقى نادي المنطقة الشرقية الأدبي الثقافي، إذ تأتي أهمية انعقاد هذا الاجتماع لكونه ليس خاصا بالأندية الأدبية، ولا باتحاد الكتاب، أو غيرها من المؤسسات الثقافية الأخرى، وإنما خاصا بالمؤسسات الثقافية الأهلية الخاصة محليا وعربيا حيث وضعنا النواة، وإن شئت فقل (الأمانة) لهذه المؤسسات التي ستكون أمانتها في نادي الشرقية الأدبي، حيث اخترت من قبل رؤساء المؤسسات الثقافية ومن يمثلهم أن أكون أمينا للمؤسسات الثقافية الأهلية والخاصة.