فهد الشمري - تيماء:
قصة شهيرة ترويها الأجيال وأيضاً اشتهرت هذه القصة عبر وسائل التواصل الاجتماعي وأكثر من مصدر موثق وأيضاً في المنتديات مثل منتديات عتيبة، وهي تحكي عن موقف للأمير عبدالكريم الرمان -رحمه الله- حاكم تيماء قبل العهد السعودي الذي ينعم الجميع فيه بالأمن والأمان ولله الحمد.
وفحوى القصة واختزالها أن عليان الجبري من بادية المدينة المنورة جار عليه الزمن بعد ما نفي إلى بلاد الشام من قبل قومه لارتكابه القتل ثم سكن الأردن، ومع مرور العمر وتلاحق السنين صار يشكي همه لمن هم حوله من الأصدقاء والمعارف، فأشار عليه أحدهم بأن يلجأ إلى أمير تيماء -آنذاك- الأمير عبدالكريم بن رمان، وقال له بأنك لو راسلته فإنه -بإذن الله- سيساعدك على أداء فريضة الحج مباشرة، فما كان منه إلا أن بعث رسولاً إلى الأمير عبدالكريم الرمان بهذه القصيدة:
أبتدي باسم الإله اللي قريب
عد ما هلت بوارق من سماه
يرحم اللي ساهرٍ ما له مجيب
العمر قد راح ما لحق هواه
راكب اللي كنّها يا فزع ذيب
عيرةٍ تجري ضحى مثل القطاه
حرةٍ منجوبه وأبوها نجيب
فوّعه دمي يسمع من رماه
ضامرٍ سرجوف ما درّت حليب
كاملة الأوصاف مقطوعٍ ضناه
صيعرية من تواصيف الأديب
كن ناب الذيب ينهش من قفاه
دمثت الذرعان ذيله كالرطيب
والنواظر كنهن جمر الغضاه
سر وسيّرها إلى سقم الحريب
يم ابن رمان تكفيه الهواه
عبدالكريم الشيخ يالحر العريب
يا عشير الضيف يا مدفي ذراه
لا خايف وارجي ولا هو لي صحيب
اشكر الطيب ولو ما ذقت ماه
وبعدما وصلت الرسالة للأمير عبدالكريم ابن رمان -رحمه الله- أرسل له عشرين من ركائبهم وأحضروه لتيماء، وبعدما أخذ حق الضيافة والراحة كلَّف خمسة وعشرين رجلاً مع رواكبهم لحمايته من قومه الهادرين لدمه، وبالفعل ذهب لأداء فريضة الحج والعودة به إلى تيماء، بعدها كلّف الرجال الذين أحضروه من الأردن لإعادته إلى أهله هناك..
رحم الله الشيخ عبدالكريم الرمان الذي توارث أبناؤه وأحفاده من بعده منه مكارم الأخلاق والمواقف المشرفة في الطيب والكرم ومنهم الشيخ فيصل الرمان -رحمه الله- والشيخ نهار الرمان -حفظه الله-.