سعد الدوسري
كانت عروض أفلام الأطفال، من أهم المنجزات الجديدة لمهرجان أفلام السعودية، في دورته الرابعة، والذي اختتم مساء أمس الأول السبت، بقاعة إثراء المعرفة التابعة لمركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي. لقد كانت بهجة الأطفال، وهم يشاهدون أفلامهم، ويصفقون لها ويتحدثون عنها ويغنون معها، غامرة، لا تعادلها أي بهجة. وربما ستكون لصناعة أفلام الأطفال حضور مستقبلي في المهرجان. ولقد لمحت ذلك في وجوه الشابات والشباب الذين شاركوا في ورشة الأفلام المتحركة، والذين يخبئ لهم المستقبل وعوداً عريضة.
إن صناعة أفلام الأطفال، هو اليوم حلم للكثيرين وسوف يسهم في تحقيق هذا الحلم، التوجه القريب لمهرجان أفلام السعودية، في ضمه لفروع جوائزه. ومع فيلم الطفل، سيكون من الأسهل الوصول لعقليته، وغرس القيم المضادة للقيم التي تغرسها أفلام الأطفال التجارية، والتي تكرس العنف والاستهلاك والتهميش. وبدون أن يكون هناك مشروع وطني لفيلم موجه للطفل، فإننا سنضطر إلى اعتبار الفيلم الأجنبي الاستهلاكي نافذةً وحيدة له، لا سبيل لسواها. والمطالبة بهذا المشروع، يجب أن تبتعد عن ما تعارفنا على تسميته بـ «الخصوصية»، تلك التي أفسدت الكثير من المشاريع الإبداعية. وابتعادنا عنها ليس ابتعاداً عن قيمنا الإيجابية، بل هو اقتراب شديد منها، ومن فضاءات الإبداع الحقيقية، التي تليق بطفل يعيش حياة رقمية راقية.