«الجزيرة» - المحليات / تصوير - عطية الزهراني و حمد عابد الثقفي:
تشهد جدة التاريخية هذا الأسبوع مهرجانها التراثي الذي اعتادت على إقامته سنويًّا في إجازة الربيع، وخلال شهر رمضان المبارك.
ويشهد المهرجان في نسخته الرابعة إقبالاً كبيرًا من الزوار كما الدورات السابقة.
وقد نوه صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز محافظ جدة رئيس اللجنة العليا لمهرجان جدة التاريخية بعد افتتاح المهرجان الأربعاء الماضي بالرعاية الكريمة التي يحظى بها هذا المهرجان من خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله -، والدعم المتواصل من صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة، وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، بما يؤكد أن المنطقة التاريخية مهمة جدًّا لتاريخ المملكة وثقافتها وإرثها المعماري.
وكان الأمير سلطان بن سلمان قد أكد في تصريح صحفي أثناء زيارته المهرجان في دورته السابقة أن ما تشهده جدة التاريخية من عودة للحياة وإقبال من الملاك والمواطنين كان نتاج جهود، بدأت قبل أكثر من 28 سنة؛ لتتحول من أماكن آيلة للسقوط إلى آيلة للازدهار، وهذا ما نقوله عن مئات المواقع التراثية في المملكة.
ونوه سموه بما تحظى به جدة التاريخية من اهتمام كبير من الدولة، مشيرًا إلى الجهود الكبيرة المبذولة من سمو محافظ جدة، وسمو أمير منطقة مكة المكرمة، للعناية بهذه المواقع المهمة، التي هي امتداد لرحلة طويلة من الاهتمام بجدة التاريخية من أصحاب السمو الملكي أمراء المنطقة.. وقد توالت هذه الجهود من المسؤولين ومن محبي جدة التاريخية والملاك لتنتظم مع الجهود التي استمرت فيها الهيئة دون فتور ولا تراجع على مدى العقدين الماضيين لوضع جدة التاريخية في مكانها الصحيح. مشيدًا سموه بالنقلة الكبيرة في مسارات النهوض بالمنطقة التاريخية، التي يقودها سمو محافظ جدة الأمير مشعل بن ماجد، وتتكامل معه الجهود الاستثنائية من أمانة محافظة جدة وإسهامات المؤسسات الحكومية الأخرى التي باتت تنتظم مع ما أسسته الهيئة وتستمر فيه من اهتمام و محافظة على جدة التاريخية؛ بوصفها موقعًا غنيًّا بالآثار والتاريخ، ونموذجًا مميزًا للتراث العمراني.
وأضاف: بدأنا منذ أيام سيدي الأمير ماجد بن عبدالعزيز - رحمه الله - قبل أكثر من 28 سنة نكافح وننافح؛ حتى لا تندثر جدة التاريخية، ولا تتهدم، وحتى لا نستسلم لمن أراد أن يهدم جدة التاريخية بحجة أنها آيلة للسقوط. واليوم يكمل أخي الأمير مشعل بن ماجد بأعماله الكبيرة الجليلة مسيرة والده ووالدنا الأمير ماجد. ويحق لنا أن نفتخر بهذا الرجل الأمير مشعل بن ماجد وبجدة التاريخية وملاكها وبأمانتها.
وقد حظيت جدة التاريخية باهتمام الدولة منذ أن نزل بها الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود - رحمه الله - في عام 1344 هـ، الموافق 1925م، الذي اتخذ بيت نصيف سكنًا له لمدة عشر سنوات.
وجاء إعلان انضمام جدة التاريخية لقائمة التراث العالمي التابعة لليونسكو بتاريخ 23 شعبان 1435هـ، الموافق 21 يونيو 2014م؛ ليتوج الجهود الكبيرة لحماية وتطوير المنطقة من خلال شراكة مميزة وفاعلة بين عدد من الجهات الحكومية التي تتقدمها الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني وأمانة جدة، ومحافظة جدة، التي عملت على تنفيذ مشروع متكامل للمحافظة على منطقة جدة التاريخية وتطويرها، وتهيئتها كموقع تراث وطني.
وأولى الأمير سلطان بن سلمان جدة التاريخية عناية شخصية منذ مدة تقارب ثمانية وعشرين عامًا، وذلك ضمن اهتمام سموه بالتراث العمراني الوطني قبل إنشاء الهيئة، وكان من أكثر المنافحين عن هذه المنطقة والمنادين بأهمية نهوض الأهالي والمؤسسات المحلية في محافظة جدة بدورهم، وعمل من خلال رئاسته للهيئة وعضويته في اللجنة العليا للمشروع على حشد الاهتمام بجدة التاريخية، ومتابعة جهود تطويرها، وقام بزيارتها مرات عدة، كما اجتمع مرات بالملاك للتباحث حول تطوير الموقع.
وعملت الهيئة بالتعاون مع إمارة منطقة مكة المكرمة ومحافظة جدة وأمانة محافظة جدة على تصنيف المباني التاريخية فيها، ورصف شوارعها، وإنارتها، وتأسيس إدارة لحمايتها، وصيانة المباني التراثية فيها، وتحديث نظام البناء بما يكفل المحافظة على نسيجها العمراني التاريخي؛ إذ وضعت الهيئة مشروع تطوير جدة التاريخية على رأس قائمة مشاريعها في برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري الذي تنفذه الهيئة.
كما أنشأت مركز التدريب والإنتاج الحرفي بجدة التابع للبرنامج الوطني للحرف والصناعات اليدوية «بارع» المقام حاليًا في «بيت باناجة» بجدة التاريخية.
وتعمل الهيئة على مشروع ترميم وتأهيل مسجد المعمار في قلب جدة التاريخية ضمن «برنامج العناية بالمساجد التاريخية»، الذي تتعاون فيه الهيئة مع وزارة الشؤون الإسلامية، ومؤسسة التراث الخيرية. كما أعلن سمو الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز تبرع خادم الحرمين الشريفين بنفقات ترميم مسجد الحنفي التاريخي في جدة التاريخية الذي صلى فيه الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه-. وفي إطار هذا البرنامج افتتح في شعبان 1436هـ الجامع العتيق «مسجد الشافعي» بجدة التاريخية بعد الانتهاء من مشروع ترميمه، الذي تكفل بنفقاته الملك عبدالله بن عبدالعزيز - رحمه الله -، وأعلن الأمير سلطان بن سلمان في حفل افتتاح المشروع إنشاء صندوق لترميم المساجد التاريخية في مدينة جدة، وتكفله بترميم مسجد الخليفة الراشد عثمان بن عفان صدقةً عن والدته الأميرة سلطانة السديري -رحمها الله-.