عبده الأسمري
في سيرته ترابطت الأفكار مع الابتكار. اختصر المستقبل فانتصر للحاضر.. أمير من أبرز جيل أحفاد الأسرة المالكة وجه تنمية أصيل وواجهة وطنية متأصلة.. أنه الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز. أمير المنطقة الشرقية السابق.. صاحب المسيرة المتوهجة بالنجاح.. ومؤسس حقبة تميز وطني في مجال المبادرات والابتكارات والعطاءات المتوشحة بروح القائد المرشحة لأميز الإنجازات طيلة ثلاثة عقود.. كان فيها المفكر والمخطط والمسؤول والواقف على خط النهايات مبتهجا بالإنجاز مصفقا للنتائج.
بوجه أميري أبيض يحمل وسامة واستقامه وعينين واسعتين تمتلآن بحكمة الكبار وسكينة الاقتدار، تتحركان بهيبة عند القرارات وتهجعان بطيبة حين الإنصات وملامح مسكونة بحنكة الاعتبار تشبه والده الملك فهد رحمه الله وتتقارن مع أعمامه.وكاريزما «سمو « تظهر جلية في المحافل. علية في المناسبات وتفاصيل محيا مسجوع بالشهامة مليء بسكون بعد النظر ممتلئ بمتون الفكر يطل الأمير كقيادي فريد وريادي سديد.
في قصر والده الملك فهد كان الأمير محمد مسكونا بمراقبة وفود المسؤولين وهي تجتمع مقتبسا من المحفل الريادي تفاصيل طموحة وأسئلة ملحة كان يسأل عنها ويدونها في ذاكرته الغضة ويحفظها في عقله ويؤطرها في قلبه.
نمت معه ذاكرة العلم وذكرى الحلم وتربى في كنف والديه ملهما بالفكر مستلهما المعرفة. اقترب من أعمامه فتقاربت عقليته مع «عطاءات القيادة « وتلامست مع «إمضاءات الريادة «.
تلقى الأمير محمد تعليمه العام في معهد العاصمة النموذجي بالرياض منهل البارزين من الأسرة ثم التحق بجامعة كاليفورنيا - سانتاباريرا - ونال درجة البكالوريوس في الاقتصاد والعلوم السياسية. ثم عمل بعد تخرجه في القطاع الخاص.
التحق بعدها بالعمل الحكومي وتعين في منصب مساعد نائب وزير الداخلية وعمل في هذا المنصب حتى صدر أمر كريم عام 1405بتعيينه أميرا للمنطقة الشرقية والتي سجل فيها انجازات وصفت بالانفرادية حيث خطت المنطقة في عهده خطوات متسارعة معانقة التنمية بكل تفاصيلها «إنسانا « و»مكانا «.
حيث نهج منذ توليه الإمارة على تطوير البنية التحتية والتي تتمثل في الطرق والكهرباء. والصناعة ومنتجات البترول والصناعات الأساسية وإنشاء المدن الصناعية. وتنمية الموانئ والسكك الحديدية والتجارة والخدمات. والسياحة والترفيه. والخدمات الصحية.والزراعة والتعليم.والتطور العمراني.
الأمير محمد مسكون بإنسانية عميقة وعمق خيري لامس وجدانه وكبر معه فنمت في داخله لغة الخير وتنامت مع قامته ترجمة العطاء لواقع اكتمل في الجهات الأربع في مؤسسات ومبادرات وجوائز وعطاءات انطلقت من الشرقية لترسل بشائرها إلى ارض الوطن والى عمق الإنسان أينما كان حيث تم إنشاء مؤسسة الأمير محمد بن فهد للتنمية الإنسانية والتي قامت بتنفيذ عدة مشاريع تكاملية وجبارة في تنمية الشباب والإسكان الميسر ومجال البحوث والدراسات وأطلق الأمير برنامجا للبحوث والدراسات الإستراتيجية وأنشأ كراسي البحث العلمي في الدراسات الإسلامية والعمل التطوعي والمبادرات الشبابية والدراسات الحضرية والإقليمية واهتم سموه ودعم عشرات البحوث والدراسات الميدانية في مجال الشباب والأمن وعمل المرأة والفكر والخطط الإستراتيجية واهتم بتنمية المرأة من خلال إنشاء صندوق الأمير سلطان بن عبدالعزيز لتنمية وإنشاء مركز الأميرة جواهر لمشاعل الخير،وصندوق الأميرة نوف لدعم المرأة العاملة. برنامج مهارة لتأهيل الفتيات، وبرنامج الأمير محمد بن فهد لتنمية الشباب (المكتب النسوي)، والتي أحدثت نقلة في تعليم المرأة وتدريبها وتأهيلها وتوظيفها ونجاحها وتميزها في كل المجالات وللأمير اهتمام خاص بذوي الاحتياجات الخاصة حيث أنشأ كلية الأمير سلطان بن عبدالعزيز لذوي الإعاقة البصرية ولجنة التأهيل الاجتماعي وحاضنة مخرجات السجون ودور الملاحظة ومستشفى الأمل ونادي رؤية لذوي الإعاقة البصرية وللأمير العديد من المشاريع الإنسانية ومنها صندوق شفاء ومشروع تحسين مساكن المحتاجين ومشروع الرعاية الشاملة لدعم الأسر الفقيرة وأطلق الأمير محمد بن فهد العديد من الجوائز لدعم الإبداع والتميّز في مختلف المجالات تمثلت في جوائزه المختلفة في خدمة أعمال البر وأفضل أداء خيري في الوطن العربي والأداء الحكومي المتميّز والتفوق العلمي والعناية بالمساجد وجائزته لدعم وتوظيف ذوي الاحتياجات الخاص، ولأنه مسكون بالعلم والمعرفة فقد أنشأ جامعة الأمير محمد بن فهد التي وظفت التعليم العالي بمواصفات عالمية وأبعاد مؤسساتية وغيرها من الأعمال والمبادرات التي تسير وفق منظومة مؤسساتية فاخرة وضعها الأمير أصولها وأساساتها ومقوماتها بكل إبداع.
تمكن الأمير من رسم مستقبل المنطقة الشرقية بقلمه وتوظيف أبعادها بقلبه الذي ارتبط حباً لها ولأهلها، حيث وظف الرؤية التكاملية بين المواطن والوطن فكان أميرا بصفات قائد ومسؤولا بسمات حكيم، وتمكن الأمير من خلق مساحات من العطاء والإنجاز شاركت فيها كل شرائح المجتمع ترجل الفارس تاركا للوطن حصاداً مستمراً من العطاءات..وتفرغ لمهامه التنموية والإنمائية والإنتاجية ولا يزال الأمير حاضرا ناضرا شاهدا مستشهدا يتابع عشرات المسؤوليات ومواقع الرأي في أنشطته التي لا تتوقف ببعد نظر يستعين بالفلاح ويرتهن للكفاح مسجلا النجاح القائم على لغة النتائج المستقيم على طريق مفروش بالعهود وضعه الأمير منهجا للعمل ومنهاجا للتكامل.