د.عبدالعزيز الجار الله
منذ زمن لم نسمع خطوات جريئة للجامعات السعودية في مناقشة المقررات والمناهج الأكاديمية وكأنها موضوعات لا تمس، جامعة القصيم قفزت وتقدمت الصفوف لتطرح نقاشاً مسكوتاً عنه، تفتح الباب وتجعله (مشرعا) وقابلا للتحاور في قضية تحمل حساسية دينية وثقافية ومنهجية عندما طالبت إدارة الجامعة على لسان مديرها معالي د. عبدالرحمن الداود : إعادة صياغة مناهج مادة الثقافة الإسلامية لمواكبة العصر، بهدف إعداد الطالب ليكون ذَا شخصية متزنة دينياً وفكرياً وسلوكياً وثقافياً وأخلاقياً. وتفاصيل أخرى تحدث بها د. الداود لمحطة العربية الجمعة الماضية.
في الحقيقة أن جامعة القصيم لديها شجاعة وقوة في الإدارة من مديرها وفريق العمل الذي يعمل على صياغة سياسة الجامعة الأكاديمية وخططها وبرامجها، وهذا الذي نحتاجه من جامعاتنا أن تتزحزح عن تقليدية مؤسسات التعليم العالي التي تحول فيها معظم جامعاتنا إلى نمط موحد لا تفرق بينها إلا في جامعات محددة، تحولت ولا أقصد التقليل إنما أساليب العمل والخطط الإدارية والتعليمية مثل إدارات التعليم والتي كان عددها في بعض الحالات قبل دمج تعليم البنات بتعليم البنين حوالي (88) إدارة تعليم، وقد اختصرت ودمجت اليوم فأصبحت (44) وهي قابلة للزيادة والنقصان، لكن السمة بين إدارات التعليم هي الوحدة في السياسات والإجراءات والخطط والمناهج والمقررات، والجامعات أريد لها هذه النمطية عبر التعاميم الموحدة.
جامعة القصيم بدأت في أكثر المواد حساسية هي مناهج الثقافة الإسلامية والتي تعد من أقدم مواد الإعداد العام في الجامعات السعودية، وفي بعض الجامعات تجعل لها متطلبات وليست هي من المقررات المنقطعة، بعض الجامعات تجعل للثقافة الإسلامية تخصصات مستقلة وأقسام، في حين بعض الجامعات خصصت لها كليات، فإعادة صياغة الثقافة الإسلامية يعني إعادة صياغة مقررات وأقسام وكليات وربما جامعات، ولا ندري ما هو توجه جامعة القصيم في تناول الثقافة الإسلامية إجمالا في الجامعة وليس فقط مادة الثقافة الإسلامية، لكنها شجاعة جامعة وإدارتها في مراجعة المقررات والمناهج وتوجهات الجامعات، وبالتالي التنوع فرض واقعه على الجامعات، وإعادة بناء المقررات والمناهج إجمالا أصبحت أهم مسؤوليات إدارات الجامعات التي تعيش مخاضا جديدا في تهيئة وتدريب جيل من الخريجين لسوق عمل جديد.