صيغة الشمري
كثير من موظفي العلاقات العامة والإعلام لا يعرفون أن المهنة تغيرت كثيرا بعد ثورة وسائل التواصل الاجتماعي، حيث لا مفر من ضرورة استخدام الشفافية من باب مجبر أخاك لا بطل، لم يعد أمام الجميع سوى خيار الشفافية، فنحن أمام سيل جارف من الكاميرات والأعين الراصدة لكل شيء، وأمام معلومة تنتقل بسرعة البرق لتصبح الحقيقة والشائعة في متناول الجميع، بل إن الشائعة أسرع من الحقيقة في سرعة الوصول، وهذا ما يجب أن يعيه مدير العلاقات العامة في المنشأة وبالذات تلك التي تتعامل مع المواطنين أو الجمهور بشكل عام، أصبح الزمن عاملا مهماً جدا في التعامل مع ما تنشره وسائل التواصل الاجتماعي بغض النظر عن أهمية المصدر، بعض موظفي العلاقات العامة أو صاحب القرار في المنشأة لا يلقي بالًا لما ينشر من قبل الأفراد ويتعامل معه ببيروقراطية وإهمال منقطع النظير حتى يتفاقم الأمر ويصبح عصيًا على الاحتواء أو المعالجة، من الخطأ اقتصار التعامل مع الأخبار أو التواصل وحصره فقط على ما تنشره وسائل الإعلام وتجاهل ما عداه، لأن ما ينشر عبر الأفراد من خلال (الواتس أب) مثلا خطورته بأنه لا زمن له بل سيظل كل فترة وأخرى يظهر وينتشر وكأنه للتو حدث، فايروس (شمعون) الذي هاجم أجهزة لا تعد ولا تحصى في السعودية بين حكومية وخاصة كشف الكثير من مستوى الحماية الإلكترونية التي تتمتع بها هذه المنشآت، والأهم أنه كشف المستوى المهني لبعض مسؤولي العلاقات العامة فيها، فعندما تتعرض أجهزة أحد البنوك مثلا لعطل تقني لا ينبغي أن يترك عملاءه لعدة أيام في حيرة شديدة تسبب لهم الكثير من المشقة وضياع الوقت وهم يذهبون من صراف إلى آخر ظنا منهم أن العطل في أجهزة الصراف أو في بطاقاتهم الخاصة وبإمكان إدارة العلاقات العامة التعامل مع الجمهور بكل شفافية واحترام فكل بنوك العالم تتعرض لمثل هذه الأمور ولم يعد هذا الأمر معيبا أو مؤثرا على ثقة العملاء، كذلك البلبلة التي أحدثتها شائعة إعفاء تسديد المخالفات المرورية بسبب عطل تقني في الموقع تم التعامل معها باحترافية كبيرة ولكن بعد يوم أو يومين من انتشارها، أعرف ما يعانيه الكثير من الماهرين في إدارة العلاقات العامة في منشآت مهمة وبعضهم زملاء تشرفت بالتعامل معهم ولكنهم يعانون الأمرين من تدخلات رأس الهرم في منشآتهم وفرض رأيه وهذه إحدى أهم أسباب فشل الكثير من المنشآت في التعامل إعلامياً مع (شمعون) وغيره من الشمعونات السابقةواللاحقة!