محمد بن علي الشهري
يسير الأخضر نحو تحقيق هدفه الكبير المتمثل في الوصول إلى مونديال روسيا بخطى الواثق المتسلّح بجملة من العوامل والدوافع السامية والمشروعة، منها : شغف إعادة الأمور إلى نصابها، ومنها حِنكة المتمرس في بذل الغالي والنفيس من أجل الوطن، فضلاً عن الرغبة الصادقة في استعادة ثقة الشارع الرياضي، وفي إثبات حقيقة أن ما حدث خلال السنوات الماضية من انتكاسات، لم يكن مبعثه شح القدرات، ولا الإمكانات، ولا الرجال، بقدر ما كان مبعثه - لسبب أو لآخر - عدم التوفيق في اختيار القيادات والكفاءات الإدارية والفنية.
الظفر بنتيجة مباراة العراق لم يكن بالأمر الهين أو العادي، ليس لقوّة الطرف الآخر فنياً وعناصرياً وحتى بدنياً فحسب، وإنما لاختلاف المقاصد والنوايا وما يختلج في الأنفس، فالأخضر غايته واضحة وجليّة، وهي السير قدماً نحو استعادة هيبته ومكانته القارية والعالمية، فيما تتركز نوايا ورغبات الطرف الآخر في كيفية الإطاحة به انتصاراً لنوازع ودواع أخرى لا تخفى على أحد، وهنا كان مكمن خطورة اللقاء وصعوبته في آن معاً؟!.
لا أعتقد أن نجومنا الخُضر والقائمين على شؤونه إدارياً وفنياً بحاجة إلى من يذكّرهم بأهمية ما تبقى من لقاءات تتطلب المزيد والمزيد من العمل والتركيز، حتى لا يذهب كل ما تحقق هباء (لا قدر الله).
الأجمل، والمبهج حقيقة، هو تنامي مظاهر الالتفاف حول وخلف الأخضر على كافة الأصعدة، وانحسار أدوار (غربان الفضاء) إلاّ من قِلّة قليلة جداً عُرفت بممارسة (اللطم) والتشويش والتأثير على المعنويات، وإن كان بدرجة أقل كثيراً عن السابق في ظل النجاحات المبهرة الأخيرة للأخضر، فلم يتبقَ لها بالتالي إلاّ محاولات بليدة ويائسة من نمونة (أين جلس عزت، وأين جلس كيال)، أو محاولة تضخيم الموقف الذي حدث بين الرئيس وإحدى القنوات، أو تجيير النجاحات لـ ( خيال المآتة) !!.
خلاصة القول : الأكيد أن الوطن يستحق الفرح ويستاهله، وأن أفراح الأوطان لا يصنعها إلاّ الأبطال، والأكيد، الأكيد، أن نجومنا الأبطال على قدر المسؤولية والقدرة على صناعة فرح ومجد جديد لهم وللوطن على حدٍّ سواء بحول الله وقدرته.
بالتوفيق (إن شاء الله)
ترنيمة خضراء:
عشق الوطن ما هو مجرّد عبارة
تنقال، ولاّ بيت شِعر بقصيدة
عشق الوطن بالجوف مثل المحارة
في وسطها الدانة تربّع وحيدة