أعتقد ويعتقد غيري أنه يهمه نظافة مدينته وجمالها، ويسر عندما يحس أن الجميع يعمل فعلاً على إظهار لمسات الجمال على واجهات العمائر والمحال والمنازل.. ويحرص على اختيار الألوان والأشكال لواجهة ما ينفذه.. فمن الضروري أن يشارك كل مواطن ومقيم في الاهتمام بالمظهر الخارجي لمنشأته، كبيرة كانت أو صغيرة؛ لأن ذلك يعكس تمدن وذوق وتحضُّر سكان هذه المدينة، وحرص مسؤوليها على إظهار مدينتهم بالمظهر اللائق.
إلا أن هناك أشخاصًا يديرون شركات ومؤسسات ومحال، لا يهمهم سوى مصالحهم فقط، ومردودهم المادي، يفقدون الولاء والمواطنة لمدينتهم؛ فيسلمون تلك العمالة رزمًا من الملصقات والإعلانات، وتتجول في شوارعنا وحاراتنا، وتقوم بتشويه أبوابنا التي تعبنا في تجميلها، وذلك بتشويهها بالملصقات المختار لها أقوى أنواع الغراء الذي لا يمكن إزالته إلا بتشويه الباب، ثم يدخل ما معه من إعلانات من أسفل الأبواب؛ فامتلأت أفنيتنا منها، وإن لم يستطع إدخالها علَّقها على الباب، فتنقلها الرياح إلى شوارع الحارة؛ فتكمل المصيبة بالدهس والإهانة، خاصة إذا كانت تحمل في طياتها كلام الله تعالى وأحاديث رسوله - صلى الله عليه وسلم -. وما من عمل خدمي إلا وقد طاله أذى هذه العمالة المأمورة من أناس، تغلب عليهم الأنانية؛ فقد شوهت أعمدة الكهرباء وإشارات الميادين وأبواب وحيطان المساجد وواجهات المنازل والمحال.. ولم تسلم منها آلات الصرف الآلي في الشوارع وداخل البنوك. والعجيب والغريب أن صاحب هذا الملصق والإعلان بلا مبالاة يضع رقم جواله غير آبه ولا خائف من رقيب أو حسيب أو نظام يغرمه ويحاسبه على هذا التشويه والضرر.
إننا في الحقيقة في حيرة؛ لمن نرجع إليه في رفع أذى عشوائية هذه الملصقات وتشويهها للممتلكات؟ إننا نريد من الجهة التي يعنيها هذا العمل أن تزود أصحاب هذه المنشآت والمحال والمؤسسات أو أي فرد يريد الإعلان أو النشر لأي عمل يقوم به.. أن تزود هذه الجهة بالطريقة والأسلوب الذي يتم به الإعلان عما يقوم به، إما بالاشتراك، أو وضع صناديق لها.. ونطالب الجهة المهنية بأن تمنع هذه العمالة التي تملأ محازمها كل صباح ومساء بالملصقات والإعلانات؛ فهذا ملصق لموزع مياه، وملصق لصاحب البقالة، وملصق لصاحب وايت ماء، وملصق للصيانة، وملصق لتخفيضات، وملصق لافتتاح مطعم.. وهات من الملصقات التي حولت أبوابنا وأسوارنا ومنشآتنا الخدمية إلى لوحات إعلانات بأقوى أنواع الغراء. إننا نرغب في أن نعرف إن كان هناك نظام أو جهة نرجع إليها لرفع هذا الضرر.. نريد نظامًا يلجم من يقوم بتشويه ممتلكات المواطنين وممتلكات الدولة الخدمية بهذه الملصقات والإعلانات التي توضع على عتبات الأبواب. إنها ظاهرة قديمة في مدننا بلا حسيب ولا رقيب، وفي الأخير ننتظر مسؤولاً أو جهة تدلنا على مَن يرفع الضرر. والله ولي التوفيق.
- عنيزة