سعد الدوسري
من يسيطر على فضاء الخبر اليوم؟!
من يسيطر على فضاء توجيه أنماط السلوك الجماعي؟!
قد يكون الجواب البديهي هو: القنوات الفضائية أو الصحافة الإلكترونية. لكن الجواب الموضوعي هو: الواتس آب أولاً، وتويتر وآنستجرام وسناب تشات ثانياً. هذه الوسائل هي التي تصل للناس، وهي التي تؤثر عليهم وعلى قناعاتهم.
الخبر العاجل، ينتقل من الموقع الإلكتروني ومن حساب الوسيلة الإعلامية، إلى الواتس آب، فَيصِل عن طريق الوسيلة الثانية لكل مستخدم لوسائل التواصل.
يفترض أن ننظر للجانب الإيجابي لكل وسيلة رقمية، وأن نشجع كل المبادرات التي تطور وعي قاطني تلك المجتمعات الافتراضية. ولكننا في ذات الوقت مطالبون بالحذر ممن يجرون الوعي الجمعي للسلبية والتردي. ولا يخفى على المهتمين ما تشكله رسائل قروبات الواتس آب، على سبيل المثال، من خطر على المستخدمين غير المدركين لخطورتها. فهي تسيطر شيئاً فشيئاً، على وعي مستقبليها ومستقبلاتها، إلى أن تحولهم إلى مدمنين عليها، ومؤمنين كل الإيمان بمحتواها. والأخطر من ذلك، ما يأتي لاحقاً. فحين يرغب موجهو القروبات المجهولون، تحويل متابعيهم باتجاه قضية ما، أو صرفهم عن قضية ما، يبدأون بصياغة رسائل تحث على الأولى، أو تنهى عن الثانية.
يجب الحذر، كل الحذر من هؤلاء، فهم يخربون كل منجزات التقنية الرقمية، ويحولونها إلى ساحة ظلام جديدة، تهدم كل ما بنته الحضارة.