فهد بن جليد
ما نحتاجه لتغيير الصورة الخاطئة عن العرب وثقافتهم في أذهان العالم أن نبدأ بمبادرات غير تقليدية لرفع درجة الوعي الثقافية عند الأجيال العربية أولاً، ومن الذكاء استثمار الموسيقى وأفلام السينما (كقوة ناعمة) كونها هي الأسهل لتغيير تلك الصورة النمطية عند الغرب، وتصحيح أخطائها، بشرط أن تبدأ بالتأثير الإيجابي عربياً، من خلال إنتاج جيد ومسؤول لأعمال سينمائية تُضيف للعقل العربي قيمة أخلاقية ومعرفية، بدلاً من حالة الضياع التي يعيشها (الفن السابع) وأفلامه الهابطة التي تأن منها دور السينما العربية، نتيجة الركض العشوائي خلف عوائد (شباك التذاكر)، وإعلانات (شاشات) الفضائيات، كمحرك رئيس وهدف نهائي للإنتاج.
رجل الأعمال الإماراتي خلف الحبتور أعلن هذه الأيام عن (مُبادرة خليجية) غير ربحية، وتجربة تستحق الإشادة، بالاستثمار في هذه الصناعة من خلال منصة (الأعمال المصرية السينمائية) بهدف تقديم أفلام بصيغة وتقنية عالمية لا تبحث عن (المردود المالي) بقدر ما تطمح (لتحسين الصورة) وتطوير السينما العربية الهادفة، لتحل محل تلك الهابطة أخلاقياً ومعرفياً، والتي ساهمت في تدني (الحالة) الثقافية العربية، وتشويه صورتها في أذهان (أجيالنا) قبل غيرهم لعقود طويلة.
توجه رجال الأعمال العرب وخصوصاً (الخليجيون) نحو هذا النوع من الاستثمار (غير الربحي) ينتظر أن يكون له مردود ثقافي وأخلاقي ومعرفي كبير، متى ما ضمنا حضور مُعزِّزات تأكيد ثوابت ومواقف دولنا وقياداتنا وثقافة شعوبنا في هذه الأعمال، وبما يخدم قضايا المرحلة الدقيقة والتحديات التي نواجهها في ظل التخبط العشوائي (المشبوه) للإنتاج، الذي تصدره السينما (الإيرانية) وبعض الإنتاج العربي المأجور للغرب.
الساحة الفنية الخليجية تزخر بالكثير من المُبدعين والمُتألقين في صناعة الأفلام القصيرة والطويلة، الذين سيضمنون تقديم المحتوى المُفيد الذي نبحث عنه في حال تكاتفهم مع خبرة صُنَّاع السينما المصرية، لذا برأيي أن هذه الأموال (الخليجية) التي سيتم ضخها في هذه الصناعة، يجب أن تدعم تواجد الفنان خليجي، والكاتب خليجي في مثل هذه الأعمال..
وعلى دروب الخير نلتقي.