جاسر عبدالعزيز الجاسر
يردد حلفاء نظام بشار الأسد ومرتزقة الصحافة في لبنان والعراق وحتى في مصر من أن «الرئيس بشار الأسد هو وحكومته هم من يعطون الإذن للقوات غير السورية لدخول الأراضي السورية وأن من يدخل سوريا من غير موافقة الحكومة السورية ورئيسها يعد متجاوزاً وخارقاً للقوانين الدولية».
حسناً كيف هو الحال الآن في سوريا الأسد؟
الإجابة بسيطة كل الأمم والدول وحتى المليشيات والعصابات الإجرامية ممثلة عسكرياً في سوريا الصمود كما يسميها كتبة بيروت، الكل يعزز نفوذه بوجود مسلح سواء عبر جيوش نظامية أو مليشيات مسلحة بل وحتى عصابات إجرامية لها سجل إجرامي داخل البلدان التي قدموا منها أو الخارجين على القانون في سوريا الذين أصبحت لهم اليد الطولى في المدن التي يديرها نظام بشار الأسد، والذين أطلق عليهم السوريون «الشبيحة» فهؤلاء الشبيحة والمليشيات الطائفية القادمة من لبنان والعراق وباكستان وأفغانستان بالإضافة إلى القوات الإيرانية النظامية التابعة لـ(حرس الثورة الإيراني) فرضوا وجوداً إيرانياً يعزز نفوذ ملالي إيران، ويجعلهم مشاركين في حكم سوريا إن لم يكونوا متفردين بذلك ولإيران تجمعات وقواعد ومراكز بشرية ومذهبية وعسكرية وتعد مناطق وسط دمشق والسيدة زينب مراكز مغلقة للإيرانيين مع وجود للمليشيات العراقية والأفغانية، وفي الزبداني والمدن القريبة من الحدود مع لبنان تفرض مليشيات حزب الله سيطرتها وأوجدت معسكرات عسكرية أشبه بالقواعد العسكرية التي تتناغم وتنسق مع القيادات الإيرانية وامتد نفوذ مليشيات حزب الله إلى حلب وحماة وحتى حمص بعد أن مهد لهم الروس السيطرة على هذه المدن السورية بعد استهدافهم بالطيران الحربي وتوفير غطاء جوي مكن هذه المليشيات من السيطرة عليها.
إضافة إلى الوجود الإيراني والمليشيات الطائفية الأكثر حضوراً على الأراضي السورية يأتي الروس الذين لهم قاعدتان عسكريتان واحدة في طرطوس والأخرى في حميم ويشارك الروس بصورة مباشرة في الإغارة على قوات المعارضة السورية بما فيها القوات المعتدلة من الجيش الحر وتساند القوات الروسية إضافة إلى الطيران الحربي قوات النظام السوري الذي استفاد كثيراً من هذا الاستهداف، فاستعاد كثيراً من المناطق من المعارضة السورية.
الأمريكيون والفرنسيون والأتراك إضافة إلى تشكيلات عسكرية من دول أوروبية تشارك في المعارك والغارات التي تشهدها الأراضي السورية عبر نشاط قوات التحالف الدولي ومن خلال إسهام قوات الحلف الأطلسي. وتتجه الدول المؤثرة إلى تثبيت وجودها من خلال إقامة قواعد عسكرية تضم قوات عسكرية متطورة إضافة إلى إنشاء مطارات وإحضار طائرات حربية مقاتلة وذلك من خلال دعمها وتحالفها مع فصائل سورية ساعدتها المعارك على تكوين قوات خاصة بها ودعم من تلك القوى الدولية، فالأمريكيون يعملون بجدية ونشاط على إقامة قاعدة عسكرية في محافظة الرقة من خلال دعمهم لحليفهم الجديد «قوات سورية الديمقراطية» وهي قوات كردية يدعمها ويقدم الأمريكيون لها المال والسلاح، وقد مثلت عملية استيلاء هذه القوات الكردية بمساعدة الأمريكيين على المطار العسكري في الطبقة إشارة مؤكدة على توجه الأمريكيين لإقامة قاعدة عسكرية كبرى لها في المنطقة تنافس بل تتجاوز القاعدتين الروسيتين وتسحب البساط من القاعدة الأكبر في تركيا التي أقامها الحلف الأطلسي.
وفي السياق نفسه تحاول فرنسا وضع يد لها في الشمال السوري، إذ تؤكد المعلومات وجود قوات فرنسية في منطقة جعير الواقعة على الضفة اليسرى لنهر الفرات والتي تبعد 53 كيلو متراً عن مدينة الرقة.
وهكذا أصبح للجميع حصة في تقاسم الأراضي السورية في زمن نظام بشار الأسد العنوان الأبرز في شعار سوريا الصمود الذي يرفعه حلفاؤه في بيروت.