كلما نظرت إلى ابتسامة أصغر أيقونة على إحدى صفحات الإنترنت أو من خلال الفيسبوك أو الواتساب احتشدت بغيم حزين متسائلة: لماذا لا أستطيع أن أتخفف من مطري الثقيل وأهطل ابتساماتي كما تهطل الابتسامات من تلك الأيقونات المحتشدة بالمشاعر الباسمة ؟
لم أتفنن بعد في ابتكار أية تعويذات لتقيني شرور بؤسي إذا ما استفحل وحال مابيني وبين البهجة.
كيف تمتلئ هذه الصفحة البيضاء بالسواد وتنشر ظلامها في حجرات أعماقي فجأة لأنتبه بعد ذلك إلى ذلك الجفاف الغزير وهو يعتري خاطري ويلقي به بعيدا عن حواسه المنتهبة مني لأظل تائهة في غيابة هواجسي مذهولة من يباسي المهزوم.
صفحة بيضاء وموسيقى هادئة وهواجس تغري الحزن على الالتفات إلى سكونها واغتياله بأوهام العتمة ليبدو كل شيء في الواقع لا شيء.
سأغفر لسماعتي التي أضاعت علي الوقت في محاولة إقناعها بمشاركتي أغنية أو موسيقى واضطربت وتشوشت وتكدرت بسيل من التناقضات الحسية المحمومة بأحداثي الموجعة ليبدو لنا المشهد وكأننا نتآمر على بعضنا عن غير قصد. الطائر الحزين على شجرة بيتي يشدو مليا وكلما التفت إليه سكت، لماذا يسكت ذاك الطائر وصدري يتمزق بالنبض المهموم ؟
نحاول أن نحل بعض ألغاز حيواتنا بضغطات بعض الأزرة الحاسوبية التي يستمتع بمناوشاتها العالم الرقمي يوما بعد يوم وبها يتوجع أيضا باللهبات العظيمة إنما نحن جزء لا يتجزأ من تلك الأيقونات الحزينة والسعيدة والمتسائلة والغاضبة. ولعلنا نكون لعبة في يد تلك الأزرة الحاسوبية التي باتت تحكم تحركاتنا اليومية اللحظوية بكثير من الاستعباد الإلكتروني. ونشهد ذلك ولانستطيع مقاومة اللعبة.
- هدى الدغفق