لا لم أكن فذّاً ذّكيّا
قارئاً للكفِّ مّمهوراً بخاتمةِ الرشادْ
لا لم أكن متوجِّساً
وجلاً بحُبِّك مرَّةً
ولستُ منذوراً لغاشيةِ السوادْ
حتى أفسّرَ ما مضى منك
ومن صلفِ العنادْ
ياكاتباً في العمرِ آلاماً
وأياماً من الحبِّ المعبَّقِ بالودادْ
أشعلتَ في القلبِ احتراقاً ..
لا يبيتُ ..
وأنت مخبوءٌ على شغفِ الرّمادْ
لا زلتُ أسألُ عنك عشّاقَ الهوى
لا زلتُ أسألُ
عن تواريخِ النخيلِ
ورقصةِ الأنهارِ تجري في أخاديدِ الوِهادْ
وكأنّهم
عرفوك للروضات ورداً ..
للقناديلِ اتقادْ
للرياحينِ اصطباحاً ..
للعصافيرِ فضاءً
وكأنّهم
عرفوك شيئاً ..
فيه عافيةَ البلاد
من أين جاءتك الظّنونُ
وأنت من مّلك الفؤادْ
أنت وحْدَكَ في ضميري
في جبينِ الشمس
تكشفُ ما انطوى خلفَ النّجادْ
أرأيت قافيةَ اكتئابي ؟!
مُذْ عرفتك للقصيدةِ صاحباً
ومُذْ جرى حزني شقيا في المهادْ
لازلتُ أسألُ عنك عشّاقَ الهوى ..
أوَكيفَ للجناتِ نبتٌ
لا يبالي بالحصاد ْ ؟!
لا زلتُ أنشدُ في سجاياك الرياضَ
فمن ودادك كلّ وردٍ يُجتنى
ولفي خِصامِكَ
يُشتكى شوكُ القتاد
فشكوتُ للبدر ارتيابي
حين أزهر في السماء
ونثرتُ في ليلِ اتّقادهِ مُهجتي
ودموعَ عينٍ أسلمتني للسهاد
فأجابني هي غَيرةُ العشّاقِ حرَّى
تُلبِسُ الأفراحَ أثوابَ الحداد
... ... ...
- شعر/ عامر الجفالي