سعد بن عبدالقادر القويعي
اعتماد ولي العهد الأمير محمد بن نايف رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات الخطة التخصصية الشاملة لبناء قدرات وطنية في مجال الوقاية من المخدرات في مناطق ومحافظات ومنافذ المملكة العربية السعودية كافة دليلٌ على أن قوة أي مجتمع هي اعتماده على قدرته في استثمار موارده البشرية كلها؛ كونها موردًا مهمًّا يصعب نسخه أو تقليده، وإنما يمكن تجديد ذهنيته، وإعادة بناء قدراته، وإصلاح ذاته، وإطلاق طاقاته الإبداعية، وتوليد أفكار جديدة من أجل استقرار مجتمعه، ودوره في تأمين هذا الاستقرار.
تكمن أهمية المشروع الجديد في انتهاج مبدأ التنمية المستدامة في القدرات الوطنية، واستيعاب مفاهيمها، وذلك من خلال تفعيل دور المجتمع للنهوض بالبيئة المعيشية الصحيحة، والقضاء على آفة المخدرات. ويتطلب هذا الاتجاه تقنين مفاهيم ومبادئ بناء القدرات الوطنية كإحدى ركائز التنمية المستدامة، بمعنى أن يكون أكثر مهارة، وأكثر ثقة في نفسه، وأكثر فاعلية على تفهُّم وتحليل المشكلة؛ وبالتالي إتاحة الفرصة لأفراد المجتمع للاستفادة من تجاربه، ودخوله كطرف فعَّال في عملية اتخاذ القرار؛ باعتبار أن ثقافة المواطن في هذا المجال تشكِّل عنصرًا مهمًّا لحل هذه المشكلة، وحسن استثماره نتائجها الإيجابية.
توضيح الأمين العام للجنة الوطنية لمكافحة المخدرات ورئيس مجلس إدارة مشروع نبراس الأستاذ عبدالإله بن محمد الشريف بأن: «مرحلة بناء القدرات الوطنية تعد المرحلة الثانية للمشروع الوطني للوقاية من المخدرات نبراس، بعد إتمام مرحلة التعريف، وتنسيق الجهود، والتثقيف العام بمخاطر تعاطي المخدرات، التي استمرت ثمانية عشر شهرًا «، هو - في تقديري - دفع بالعمل الإنساني؛ من أجل تنفيذ الخطة الاستراتيجية كأولوية، ولدفع العمل إلى بناء القدرات الوطنية، وتمكينها من أداء دورها بفاعلية، وإنجاز، وذلك في ظل تنامي أهمية توافر المناخ، الذي تقوم به نبراس في تحقيق خطط التنمية المطلوبة، وخصوصًا أن هذه البرامج تستهدف تدريب الطلاب والطالبات بالمراحل المتوسطة والثانوية والجامعية، والمعلمين، والمعلمات، والإعلاميين، وأئمة المساجد، والخطباء، والدعاة، والمختصين في بيئات العمل المدنية والعسكرية والأهلية.
كل الفئات العاملة في منظمات المجتمع المدني بحاجة ماسة إلى بناء القدرات الوطنية؛ وذلك لأهميتها البالغة في تطوير وتحسين كفاءة الجهة العاملة بها.. فهو ليس هدفًا في حد ذاته، وإنما للعمل معًا بروح الفريق، وفق رؤية مستقبلية ترتكز على الابتكار، وتعزيز آلياته ضمن منظومة العمل الحكومي؛ ما يسهم في تضافر وتوحيد الطاقات الوطنية، والعمل على تحقيق مرحلة جديدة من العمل الوطني المبني على التفكير الاستباقي، الذي سيرتقي بجودة حياة المواطنين، ومستوى رفاهيتهم وسعادتهم، ويحقق المصالح العليا للدولة والشعب.
إن الاتجاه نحو تعزيز الشراكة بين نبراس من جهة، ومنظمات المجتمع المدني الداعمة من جهة أخرى، هو منهج عمل قريب، ومتوسط، وبعيد المدى إلى مستقبل يهدف إلى إيجاد رؤى مشتركة حول تعزيز مكافحة المخدرات، وفق الأولويات الصحية، وبما يحقق أهداف التنمية للدولة لتبني كل الفرص الجديدة، واستباق التحديات الاجتماعية المقبلة؛ حتى تجعل من استشراف المستقبل جزءًا من عملية التخطيط الاستراتيجي في الجهات الحكومية، ووضع الخطط والسياسات بناء على ذلك