ما زلت أذكرُ اللحظات التي وجَّه فيها الملك عبدالعزيز - طيّب الله ثراه - بإدخال الكشافة في المدارس بعد قناعته بمبادئها وحسن أهدافها، وهي البداية الذي كُتِب بها الاعتراف العربي والدولي، وكان ذلك في المعسكر الحادي عشر باليونان بعد تأسيس «الكشافة» كجمعية عربية سعودية وكان ذلك عام 1382هـ.
وقد تطورت الكشافة بمرور الوقت فبعد أنْ كانت أصغر حجماً في ذلك الوقت بحوالي 43 كشافاً، أصبحت الآن أكبر حجماً وأصبح عدد أفرادها ما يقارب المائة والخمسين ألف كشاف في المملكة، وتشرف عليهم جمعية الكشافة العربية السعودية بمهمة وضع النظم الكفيلة بضمان مساهمتها وموضوعيتها وشموليتها الشباب.
وقد وضعت الكشافة نصب عينيها أهدافها المشروعة لها المتطلعة إلى المساهمة في نشر ثقافة التطوع في عقول الشباب، وتعزيز مسيرته وتبادل الخبرات والتجارب بين الجهات التطوعية، والعمل على تشجيع وتكريم الجهات المساهمة والداعمة للجهود التطوعية، وتعزيز الدور البناء الذي تلعبه الكشافة في خدمة قضايا المجتمع، والتعريف بإسهام الكشافة في إيصال الصوت التطوعي إلى العالم.
وأؤكّد هنا أنّ القيادات التي جنّدت طاقاتها وقدراتها عبر رئاسة ونيابة جمعية الكشافة العربية السعودية في فتراتها المتعاقبة، قد حرصت على أن تبقى الكشافة مواكبة لآخر التطورات في الحركات الكشفية، وأخيراً رصّت الطاقات والصفوف لمصلحة رؤية السعودية 2030 التي تطمح إلى تطوير مجال العمل التطوعي، ورفع نسبة عدد المتطوعين من 11 ألفاً فقط إلى مليون متطوع قبل نهاية 2030.
لم تكن هذه الكشافة لتحظى بهذه المكانة والسمة لولا رؤية ودعم رعاتها ملوك هذا الوطن في المقام الأول، ولولا جهد مجلس إدارة الجمعية الذي لم يألُ جهداً في تقديم أفضل خبراته وتجاربه، ولم يكن لها أن تتوّج بإنجاز «نوط الحج» لولا أفرادها المثاليين، ولولا تقدير القيادة لهم كأرفع تقدير مهني عرفته الكشافة السعودية.
إنّ أهمية العمل التطوعي لأبناء الحركة الكشفية تركز على معيار تعزيز الانتماء ومشاركة الكشافين في مجتمعهم كعنصر حاسم، وتنمي قدرات الكشافة ومهاراتهم الشخصية والعلمية والعملية، وتتيح لهم التعرف على الثغرات التي تشوب نظام الخدمات في المجتمع، وتمنحهم الفرصة للتعبير عن آرائهم وأفكارهم في القضايا العامة التي تهم المجتمع، كما تخلق للمنتسبين لها فرصة تأدية الخدمات بأنفسهم وحل المشاكل بجهدهم الشخصي، وتوفير فرصة للكشافة للمشاركة في تحديد الأولويات التي يحتاجها المجتمع, والمشاركة في اتخاذ القرارات.
** **
- مدير العلاقات العامة والإعلام بتعليم وادي الدواسر