د. ناهد باشطح
فاصلة:
((نقاط الماء التي تسقط باستمرار تخرق السطر))
-حكمة يونانية-
ما زلت أحلم بتوثيق تاريخ المرأة في مجال الإعلام ومختلف الفنون إذ لا يمكن الاعتماد على ما تنشره وسائل الإعلام كمصدر علمي لتوثيق ما قدمته المرأة السعودية من إسهامات في عالم الإعلام والثقافة بدأت منذ الخمسينيات الميلادية.
أقول ذلك لأن ملتقى نسائياً ثقافياً في الرياض بدأت تتشكل ملامحه منذ شهرين لكنه الملتقى الأول الذي ترعاه مؤسسة حكومية مثل مركز الملك فهد الثقافي التابع لوزارة الثقافة والإعلام.
قبل ذلك شهدت الرياض صالون ثقافي هو «الأحدية» الذي أسسته «د. هتون الفاسي» عام 1314 وصالون الشاعرة «سلطانة السديري» عام 1325هـ.
والأول كان يقام شهرياً في مختلف منازل العضوات بينما كان صالون سلطانة السديري يستقبل الضيفات في منزلها.
ملتقى «هن سعوديات» الذي شهدت أمسيته الثانية الأسبوع الماضي واستضافته لعضو مجلس الشورى سابقاً والكاتبة الدكتورة هيا المنيع وعميدة كلية طب الأسنان بجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن الدكتورة ابتسام الماضي؛ اعتمد على استضافة رائدات سعوديات في مجال عملهن بالإضافة إلى استضافة نساء فاعلات لم تظهر تجربتهن في الإعلام وهي نقطة جديرة بالاهتمام إذ إن هناك كثيراً من التجارب النسائية في المؤسسات التعليمية والثقافية والاقتصادية والإدارية غائبة عن الإعلام.
إن دعم مركز الملك فهد الثقافي لملتقى هن سعوديات التي أسسته كل من د. زينب إبراهيم، د. ريم الخضيري ود. منى البليهد يعتبر مرحلة جديدة من مراحل تاريخ الصالونات الثقافية النسائية والتي لطالما طالبت المثقفات الرائدات في تأسيس هذه الملتقيات الثقافية دعمها من قبل وزارة الثقافة والإعلام خاصة وأن أول صالون ثقافي حسبما أعرف أسسته الأستاذة سارة الخثلان عام 1412هـ.
السؤال كيف تأخر الدعم الرسمي لصالونات المرأة وملتقياتها الشهرية أكثر من 25 عاماً رغم مطالبات المرأة المستمرة لدعمه؟.
ولن تكون الإجابة سهلة فهي مجموعة عوامل مرتبطة بحراك نسوي يحفر في الصخر بدون أن توجد أي هيئة نسائية تدعم تحقيق أهدافه!!.