محمد المنيف
الفنان البريطاني بول كادن الذي أخذ شهرة كبيرة في بريطانيا ووصلت لوحاته التي كان ينقلها بقلم الرصاص من الصور التي يصورها بنفسه إلى مبالغ عالية نتيجة دقته في نقلها إلى درجة مجاراة الكاميرا.
ما أود التعليق عليه هو في أن هذا الفنان يلتقط أصول لوحاته بكاميرته، وليس نقلا لصور لغيره من المصورين، وهذا يجعلنا نتوقع أمرين: الأول أنه يختار اللقطة كما يريدها وليس كما أرادها غيره، أما التوقع الثاني فهو في أن تكون اللوحة التي يرسمها والصورة التي التقطها لهذا الشأن ملكية خاصة به وليست تعديا على حقوق الآخرين دون حفظ حقوقهم الأدبية على الأقل.
كما قام الفنان اندرو فيكاري بتصوير المواقع الأثرية بكاميرته من مختلف مناطق المملكة التي كلف برسمها لتجميل قاعة الملك فيصل للمؤتمرات وتحويلها من الصورة إلى لوحات زيتية بأحجام كبيرة.
مثل هذا التصرف يعتبر أمرا مباحا وشرعيا لأن ملتقط الصورة هو من أحالها إلى لوحة لنطرح السؤال (هل اللوحة المنقولة من الصورة الفوتوغرافية تعد جريمة) بمعنى: هل اللوحات التشكيلية التي نقلها من قام بتنفيذها من صور لمصورين اعتداءً على حقوق المصور، ولماذا يلجا مثل هؤلاء الفنانين والفنانات إلى هذا الأسلوب من التعامل مع حقوق الآخرين، هذا الموضوع دفعني للكتابة عنه حوار جرى بيني وبين احد المصورين المشاهير الذين لهم صور منتشرة في مختلف وسائل الإعلام خصوصا التي التقطها بزوايا احترافية أو بسرعة بديهة في اصطياد لحظات لا تتكرر لملوك ورؤساء ومسؤولين وغيرهم يتألم عندما يرى صورته وقد نقلت على لوحة البعض أجاد النقل والأكثرية أساء إليها.
والحقيقة أنني أتعجب من مثل هؤلاء الناقلين للصور دون أخذ الإذن من صاحب الصورة وان لم يتمكنوا فعلى الأقل الإشارة إليه على اللوحة بأنها للمصور فلان فيخرج الرسام من الحرج ويؤكد رقي تعامله ويبين أخلاقيات الفنان.