«الجزيرة» - المحليات:
يقوم فريق بحثي دولي من برنامج تواصل للتميز البحثي بجامعة الملك سعود وجامعة سيئول الوطنية بجمهورية كوريا الجنوبية بإجراء أول دراسة علمية ميدانية حول تعرض الأطفال للمواد الكيميائية البيئية في المملكة العربية السعودية، والتعرف على مصادرها ومدى تأثيرها على صحة الأطفال وعلى تحصيلهم العلمي. وسوف يتم مقارنة نتائج هذه الدراسة بدراسات أخرى مشابهة في عدد من الدول الآسيوية والرائدة في مجال التعليم العام وفي مقدمتها كوريا الجنوبية.
صرَّح بذلك الأستاذ الدكتور عبدالعزيز بن علي الخضيري المشرف على برنامج تواصل للتميز البحثي بجامعة الملك سعود، مضيفاً أن الدراسة تهدف إلى تحديد أنواع المواد الكيميائية التي يتعرض لها الأطفال في المملكة ومصادرها وتأثيراتها الصحية عليهم، ووضع آلية لتفادي تعرض أبنائنا لهذه المواد.
وأشار بأن فريقاً مختصاً من الباحثين في جامعة الملك سعود سوف يقوم بزيارة عدد من مدارس المرحلة الابتدائية الأولية للبنين والبنات، تتراوح أعمارهم من (4 إلى 8 سنوات)، في منطقتي الرياض والقصيم كمرحلة أولى، ثم يتم التوسع مستقبلاً لتغطي الدراسة بقية مناطق المملكة.
وأضاف الدكتور الخضيري بأن هذه الدراسة تأتي في ظل تطور القطاعات الصناعية والمرافق وكثرة استخدام المبيدات الزراعية وغيرها ذات الصلة في المجتمعات الحديثة، والتي تسبب في تعرض الإنسان للملوثات الصناعية بشكل أكثر، بجانب تعرض الناس لمزيد من منتجات العناية الشخصية كمنتجات العناية بالجسم والشعر، وكذلك المواد الكيميائية خلال حياتهم اليومية في المنازل والمدارس وغيرها من الأماكن.
وأوضح الدكتور عبدالعزيز الخضيري أن الدراسات أثبتت بأن الأطفال أكثر عرضة للمواد الكيميائية، حيث يتعرض الأطفال لملوثات بيئية داخلية أكبر من البالغين، وتأكد ذلك من خلال دراسات عالمية قارنت معدل ترسب المواد الكيميائية لدى الأطفال مع البالغين، حيث يبدأ نمو وتطور الجهاز العصبي المركزي والجهاز المناعي ونظام الغدد الصماء في الجنين حتى فترة المراهقة، وبالتالي فإن تعرض الطفل لبعض أنواع المواد الكيميائية يسبب خللاً في هذه الأجهزة، خصوصاً في نظام الغدد الصماء والذي قد ينتج عنها عدد من الأمراض المزمنة (منظمة الصحة العالمية عام 2008). لذا، فإن معرفة مستويات التعرض للمواد الكيميائية الرئيسة التي تسبب اضطراب الغدد الصماء بين الأطفال هو الخطوة الأولى الحاسمة نحو تحديد المواد الكيميائية ذات الأهمية الصحية العامة بين الأطفال، إضافة إلى ذلك يمكننا التحقيق في مصادر المواد الكيميائية الرئيسة، حيث إن هذه المعلومات تساعد على وضع تدابير لتخفيف أو منع تعرض الأطفال لهذه المواد الكيميائية.
واختتم الدكتور عبدالعزيز الخضيري تصريحه بأنه ومن منطلق حرص جامعة الملك سعود ممثلة ببرنامج تواصل للتميز البحثي ووكالة الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي على المساهمة الفعَّالة بإجراء أبحاث ذات أهمية عالية تم الاتفاق مع فريق بحثي من جامعة سيئول الوطنية بجمهورية كوريا الجنوبية للتعاون مع فريق بحثي من جامعة الملك سعود للقيام بإجراء هذه الدراسة على أطفال المملكة، وذلك بعد موافقة وزارة التعليم.