في الساعة الثامنة والنصف من مساء يوم 27 مارس رفع الستار عن صندوق خشبي مستطيل يشبه التابوت له فتحتان وشخصان امتد بهما الحوار طوال المسرحية.
لكن لماذا مسرحية تشابك بالتحديد؟
قال مستشار وزير الثقافة والإعلام المشرف العام على مسرح التلفزيون الدكتور عبدالإله السناني (إن هذه المسرحية حققت ما لم تحققه أي مسرحية في مهرجان الشارقة الخليجي المسرحي فقد حصلت على ثلاث جوائز، وحرّي بنا في مسرح التلفزيون اليوم الاحتفاء بها لأن هدفنا في مسرح التلفزيون جعله منصة إنتاجية تقدمُ الثقافة للمجتمعْ ضمن تفاصيل حياته، وهو الهدف الذي دعمتُه رؤيةُ 2030 حين أكدتْ أنّ الثقافةَ جزءٌ لا يتجزأْ مِنَ الحياة، مسرح التلفزيون كان له الدورَ الرياديّْ في إبرازِ الأعمالِ المحليّة التي أنتجَها الفنانون السعوديون في مجالاتِ الغناء، والمسرحياتِ، ومن هنا نؤكّدُ على تكريمِ الروادْ من خلاله وفتح المجالات للمواهب الشابّة).
ولكن كيف استطاع الأحمري -والذي حازت مسرحيته على جائزة أفضل عمل مسرحي متكامل -تفكيك نص «تشابك» الرمزي؟
هل تصدقون أن المسرحية بها ثلاثة ممثلون مع أننا لم نشاهد إلا اثنين هما سامي الزهراني و عبد الرحمن المزيعل؟
كيف ذلك ؟ هذا ما أخبرني به المخرج المختلف الأستاذ أحمد الأحمري والذي ابتعد عن الإخراج طيلة خمس سنوات لتدريب جيل من الشباب على الإخراج.
بادرته بسؤالي ما قصة الممثل الثالث؟
قال: هو الصندوق الذي حوى جسداً واحداً لروحين هما الإنسان ونفسه.
ثم بدأ في الحديث (منذ أكثر من 25 عاما عملنا في المسرح، لم نكن ننتظر أي دعم من أي جمعية أو وزارة وقمنا على عرض أكثر من 60 عملاً مسرحياً خارج السعودية وكان كل هدفنا نحن فريق العمل في المسرحية أن نبرز هوية المسرح السعودي، من خلال فرقة الطائف التي أسستها و فهد الحارثي.
سألت المخرج عن دخول النكت واللهجة المحلية في نص عميق باللغة العربية الفصحى فقال:
(ربما لاحظتِ وأنت على مقعد الجمهور أن الأسئلة الفلسفية ترهقك، هنا يتدخل المخرج ليريحك من التفكير بتقديم ما يمكن أن يريحك ويضحكك وهو ما يسمى «كسر الجدار الرابع» في المسرح لبريخت، هذا المفهوم الذي يفسر حالة الوهم التي يعيشها الجمهور في المسرح التقليدي، وتجعله أسيراً للنص المكتوب، ولحالة الإيهام التي يتقمصها الممثلون على خشبة المسرح.
لقد اهتممت بجعل الجمهور متفاعلاً وشريكاً في صنع الأحداث، ولقد حضرت كمتفرج لأدون الملاحظات وأشعر بحالة المتلقي، ومتفائل بعودة مسرح التلفزيون فالديمومة مهمة والتلفزيون يقدم رسالة المسرح الحركية وعلى الإعلام أن يهتم أكثر بالمسرح )