سامى اليوسف
حقق منتخبنا فوزًا ثمينًا، واقترب خطوة جديدة ومهمة نحو بلوغ مونديال روسيا، وبات أقرب العرب لإنجاز هذا الحلم ليتأهل للمرة الخامسة في تاريخه، بعد أن تأهل أربع مرات متتالية للمونديال الأولى كانت عام 1994.
كانت الانضباطية حاضرة، ومدعومة بسلاحيّ الخبرة والجمهور لترجح كفة «الأخضر» على ضيفه العراق. لا أحد يقف أمام الطموح خاصة إذا اقترن هذا الطموح بالتخطيط الجيد، والالتزام. نجح المدرب الهولندي مارفيك في بسط نفوذ ثقته وادارته على مساحة نفوس اللاعبين ليطوع إمكاناتهم وحماستهم بخبرته وفق أسلوب فني ناجح (الأرقام تشهد: لعب 17 مباراة، فاز في 12، تعادل في أربع، ولم يخسر سوى مرة واحدة)، وكسب بهذه الأرقام ثقة الاعلام، والشارع الرياضي السعودي، وفر الدعم الإداري الذي ناله من القيادة الرياضية الغطاء لجهوده وإدارته ليعمل بتركيز عالٍ.
حجر الزاوية في مسألة الإدارة الفنية، التطور النوعي في فكر اللاعبين، فالمعسكر تعمه أجواء الانضباطية داخل وخارج الملعب، والعمل بروح الفريق الواحد، والحماسة والقتالية بلغت ذروتها والشواهد عديدة.
مشروع المونديال لن يكتمل إلا بالتأهل إن شاء الله، وقافلة «الأخضر» تسير وفق خطى واثقة وثابتة نحو بلوغه، وسيواجه لاعبونا خصمين هما الأعتى تمرسًا أستراليا واليابان، وهما المنافسين الأقوى، وهذا يتطلب تركيزًا أكبر، وقتالية وانضباطية تحترم الخصم وتلتزم بالخطة.
إلا أن اللافت -للأسف- وجود فئة من المجتمع الرياضي السعودي تعاني التعصب والانتهازية، لا يهمها انتصار الأخضر بقدر ما يهمها الانتصار لأجندتها بكل تعصب مقيت وانتهازية مقززة. مع كل خطوة مهمة يتقدمها المنتخب في مشواره الملحمي نحو بلوغ الحلم تتفنن هذه الفئة في افتعال الأزمات للتشويش على تركيز اللاعبين، وإثارة غبار التعصب بغيًا للفتنة، وتعطيل هذه المسيرة بانتهازية معهودة عنها منذ القدم.
لن أذهب بعيدًا، بدأت بجزائية النجم نواف العابد أمام تايلاند بالرياض، ولم تقف عندما سجل النجم محمد السهلاوي هدفه في تايلاند بالإياب حينها أخذوا يزرعون ألغام المقارنات بينه والأسطورة سامي الجابر منغمسين في ألوان أنديتهم بعيدًا عن الشعور الوطني الذي يلفظ مثل هذه النظرة والمقارنة الضيقة.. وها هم اليوم، يعزفون على وتر انتهاء عقد مارفيك وطلب اتحاد بلاده للتعاقد معه كمدرب، يبثون أراجيفهم ضد رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم عادل عزت بسبب موقف عابر تم تفسيره بسوء فهم وضخمه الانتهازيون بغية الفتنة والتشويش على أفراحنا بفوز الأخضر.
محاولة الانتهازيين اللئام، ومعهم المتعصبون الجهلة لن تتوقف في زرع العراقيل في مشوار الأخضر بغية تعطيله عن بلوغ حلمه وهدفه، فمثل هؤلاء لا ينتجون ولا يرحبون بالمنتجين في المجتمع، لم ينجحوا ويكرهون الناجحين، لكن العزاء بأن المسؤول ومعه الإعلامي النزيه، والمشجع الواعي يدركون مآربهم، وأساليبهم، وبالالتفافة الصادقة سيبطل هؤلاء كل ألغام الانتهازية والتعصب.
فاصلة
في خضم الفرح بالفوز الثمين للأخضر يجب ألا نغفل أن نشيد بالرجال الذين أبطلوا بالحجة والوثائق قرار «فيفا» بخصوص مواجهة الإياب لمنتخبنا أمام العراق، وكذلك بالرأي السديد الذي نقل المواجهة إلى جدة، وثالثًا: لجمهور جدة والمنطقة الغربية وروابط الأندية الكبيرة التي آزرت المنتخب ولاعبيه بقوة وكان حضورها فعالاً ومشرفًا ومؤثرًا..
أخيرًا،
عَلى قَدرِ أَهلِ العَزمِ تأتي العَزائِمُ
وَتأتي عَلى قَدرِ الكِرامِ المَكارِمُ
وَتَعظُمُ في عَينِ الصَغيرِ صِغارُها
وَتَصغُرُ في عَينِ العَظيمِ العَظائِمُ