الجزيرة - جوهانسبورغ:
قام معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى خلال زيارته الحالية لجمهورية جنوب إفريقيا بزيارة جامعة دار العلوم الإسلامية في جوهانسبورغ. وكان في استقبال معاليه رئيس الجامعة الشيخ شبير أحمد الصالوجي، وعدد من مسؤولي الجامعة وأعضاء هيئة التدريس فيها.
وفي بداية الزيارة اطلع معاليه على عدد من مرافق الجامعة التي تأسست عام 1404هـ، ثم شرف معاليه الحفل الخطابي المعد بهذه المناسبة. وقد رحب رئيس الجامعة في كلمته بمعالي الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى والوفد المرافق مثنيًا على «رابطة العالم الإسلامي التي لها دور كبير في العناية بالدعوة الإسلامية، ومد جسور التعاون بين الشعوب والجاليات المسلمة، وتنسيق الجهود في مجالات التعريف بالإسلام والتصدي لمحاولات التشويه لصورته، والعمل على إيقاظ الوعي الإسلامي، وبذل الجهود للقضاء على عوامل النزاع والشقاق».
وأضاف مدير الجامعة بأن العالم الإسلامي يتطلع دومًا إلى المملكة العربية السعودية ككيان سياسي إسلامي، له ثقله وتأثيره الكبير، كما ينظر إلى هذا الحراك لرابطة العالم الإسلامي بأمل كبير؛ فهي أوسع منصة تجمع مختلف شرائح الأمة وطوائفها من غير تفريق ولا تصنيف ولا إقصاء، وقادرة على أن تبادر في هذا، وتؤلف الجميع على وعي وحكمة. مؤكدًا أن المملكة لعبت دورًا رياديًّا في كثير من القضايا الإسلامية على المنصة العالمية، وكان لصوتها تأثير ومفعول كبير في مجريات الأحداث وفض خلافات عالقة، وما زالت آمال الجميع معلقة بها؛ فهي صوت الاعتدال والحكمة.
وحمّل فضيلة الشيخ شبير الصالوجي في نهاية كلمته معالي الأمين العام نقل مشاعر الحب والتقدير والشكر الجزيل والامتنان العميق لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ـ حفظه الله ـ حاضن الوعي الإسلامي في أسمى صور الوسطية والاعتدال ومواجهة التطرف والإرهاب عسكريًّا وفكريًّا.
من جهته، عبّر معالي الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى خلال كلمته في الحفل عن شكره وتقديره للمشاعر الصادقة التي وجدها من مدير الجامعة وأعضاء هيئة التدريس في الجامعة، مشيرًا إلى أن الرابطة يسعدها التعاون مع الجامعة، والتواصل مع مسؤوليها. مؤكدًا معاليه أهمية الوعي بمقاصد الشريعة الإسلامية، وأنه لا يكفي في هذا تحصيل العلم المجرد، بل لا بد من الفهم والفقه الصحيح؛ فهناك عالم وحامل علم وفقيه وحامل فقه؛ لذا قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «رحم الله امرأ سمع منا مقالة فوعاها فأداها كما سمعها، فرُبَّ مبلَّغ أوعى من سامع». مشيرًا إلى أن الإسلام دين الرحمة بالعالمين، ودين التيسير لا التعسير، والتبشير لا التنفير، ودين التسامح والتعايش، وأنه بهذه القيم العالية بلغ ما بلغ من الانتشار والعالمية.
وزاد معاليه: إن الشريعة الإسلامية توازن بين المصالح والمفاسد، وترجح بينها.. والعالم والداعية البصير يقدر ذلك كله، كما يقدر أن شريعة الإسلام مرنة في المتغيرات، وأننا جميعًا ما لم نستوعب القلوب، ويحظى وجودنا الإسلامي بالاحترام والترحيب، بل الإحساس بإضافته المهمة، يجب أن نبحث عن الأسباب في سلوكنا وأساليبنا قبل أي شيء آخر، ونعلم أن الناس في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - دخلوا في دين الله أفواجًا كما في الآية الكريمة، وذلك في ثلاث وعشرين سنة، تمثل سنوات البعثة النبوية، وهي قليلة جدًّا في معايير الدورات الزمنية للحصول على التغيير والتحول الكبير، ومع ذلك تغيَّر وتحول أناس ليسوا كغيرهم؛ إذ كانوا أكثر الناس عنادًا وجدالاً وعصبية؛ والسبب هو السلوك؛ إذ يقول الله تعالى {وَإنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظٍيْم} . والأسلوب والمنهج المتمثل في قول الله تعالى {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ}... .
من جهة أخرى، قام معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي بزيارة لجمعية العلماء في مقرها بجوهانسبرغ، واجتمع فيها برئيسها وأعضائها، وتطرق الحديث لعدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، خاصة رغبة الجمعية في التواصل المستمر مع رابطة العالم الإسلامي.