فهد بن جليد
الإعلام المصري مُنقسم على نفسه هذه الأيام، حول خبر مُثير للجدل عندما أعلنت (راقصة استعراضية) عن اختيارها من قبل إحدى القنوات الفضائية لتقديم برنامج اجتماعي ديني خلال شهر رمضان المُقبل، يستضيف مشايخ وطلبة علم، للحديث عن بعض أخلاقيات وسلوكيات التربية..!.
للوهلة الأولى يبدو الخبر صادماً، ولكن عندما تقترب من التفاصيل أكثر ستكتشف كيف تُدار (خارطة برامج رمضان) في بعض الفضائيات العربية؟ عندما تُسيطر ذهنية الإنتاج (بعيون عوراء) بالاعتماد على بريق الشاشة وحجم العائد الإعلاني، دون الاكتراث أو الالتفات إلى تناسق المحتوى وتلبيته لحاجات المُتلقي في هذه المواسم الدينية، وحتى نكون مُنصفين أكثر، هذه المُشكلة لا تختص بها بعض القنوات الفضائية المصرية فقط، بقدر ما تشكل حالة عامة لدى بعض الفضائيات العربية، نحن نناقش الخبر هنا (كمثال حي) يعكس جزءاً مهماً مما ينوي الفضاء العربي تقديمه في رمضان القادم، خصوصاً أننا نعيش هذه الأيام (الفترة الحقيقة) لصناعة المحتوى وإنتاج الأعمال، التي تسبق حلول الشهر الفضيل!.
لنعود للراقصة التي لم تدحرج (كرة الثلج) برأيي, وهي تُطالب بالنظر أولاً إلى مسلسلات رمضان وما يحدث فيها قبل انتقادها وهي مجرد مُذيعة برنامج ديني لن تلبس الحجاب على طريقة «ساعدوني عشان أقدم حاجة مُفيدة للناس»، الزميلة المُذيعة (نفع الله بها) أكدت أنها (لن تُفتي) ودورها يقتصر على إدارة الحوار، واختيارها بحسب القناة من أجل جمهورها فقط، وبحثاً عن زياد نسبة المُشاهدة، وهذا سبب آخر لتدهور الأعمال الرمضانية..
اختراق بعض الفضائيات العربية لحرمة شهر رمضان في السنوات الماضية جعلت المُشاهد المُسلم مُستسلماً (بترقبه) لمزيد من المواقف المُحرجة، على اعتبار قبوله (المُفترض) بمزيد من الامتهان الذي يزداد عاماً بعد آخر، وحجر الزاوية يكمن في توفر (أدوات) هذا التبرير والقبول والتغاضي من بعض -المحسوبين على إقرار ومراجعة إنتاج رمضان- على طريقة الراقصة التي أكدت قبول وموافقة بعض الضيوف الخروج معها، وهذا جزء هام لا يجب إغفاله في مُعادلة التحدي التي نعيشها مع برامج رمضان!
وعلى دروب الخير نلتقي.