عثمان أبوبكر مالي
يتوافق برنامج (رياضيي النخبة) الذي أطلقته اللجنة الأولمبية السعودية، منتصف الأسبوع الماضي، مع واقع هذا الجهاز الحيوي، وأهميته على مستوى الوطن؛ باعتباره (حاضن) الرياضيين والشباب، وهو جهاز يستحق ويحتاج دومًا إلى برامج الاستمرارية الحديثة ليواكب العالم في تقدمه وتطوره ولتتناسب مخرجاته مع أهمية الرياضة ومكانتها ودورها الوطني الحقيقي الكبير.
(عازمون على الفوز) شعار بسيط ومباشر، تم رفعه للمشروع، يقوم على برنامج عملي طموح، يكاد يكون أول برنامج رياضي شامل، وهو أكبر مشروع رياضي (يستنهض) المواهب وينتزعها من مكنوناتها، يقدم لها الاحتواء والرعاية والدعم والسير على خطى الحضور العالمي وتحقيق النجاح والإنجازات، بعد توفير المتطلبات والأدوات والاشتراطات العميقة والمدروسة
(رياضيو النخبة) ليس مشروع اللجنة الأولمبية وحدها، أو هي مع شركائها فحسب؛ إنما هو مشروع وطن، يُدخل الرياضيين جميعًا في تحدٍ قاسٍ، يشمل كل أدوات الرياضة وأطرافها وأفعالها؛ بدأ من (القيادة) العليا، مرورًا باللاعبين والفنيين والإداريين والإعلاميين وانتهاء بالمشجع البسيط.
يرى الأمير عبدالله بن مساعد رئيس هيئة الرياضة، ورئيس اللجنة الأولمبية، أن المشروع (وهو عرابه) سيكون حتمًا (تحول تاريخي للرياضة والشباب)، وهذا صحيح بإذن الله، ذلك أن تباشيره تقدم لذلك؛ من حيث إنه مكتمل ومتكامل، وقد بدأ بالدراسات والتخطيط، وأيدته (المراسيم الملكية) وتحديد الأهداف ورصد الميزانيات، وإعلان المشروعات الإنشائية الكبيرة (قرى أولمبية) ودعم ذلك بالشراكات ومن ثم الانطلاق وتوقيع الاتفاقيات.
ستكون الرحلة سريعة في انطلاقتها، لكنها ستكون حتمًا طويلة جدًا، وشاقة جدًا، وقد تبدأ من (جاكرتا 2018م) و(الهدف) وإن كانت صعبة جدًا، لكن القطار الذي ينطلق بالسرعة المطلوبة، وفي مساره الصحيح، سيصل في الوقت المناسب، إلى الهدف (المحطة) الموعودة عام 2022م؛ دورة الألعاب الآسيوية (الدورة الرياضية للألعاب الأولمبية في قارة آسيا) في مدينة (هانغتشو الصينية).. نعم (اطلبوا الذهب ولو في الصين)!
كلام مشفر
* المشروع الرياضي الكبير هدفه أكبر، لذلك قلت إن التحدي قاسٍ، وهو يجسد عمليًا مقولة: (أن يكون طموحك كبيرًا، وتقترب من تحقيقه، أفضل من أن يكون طموحك صغيرًا وتحققه بالكامل) نعم فالأعمال الخالدة تبدأ بفكرة أو حتى بكلمة.
* المشروع مضمون نجاحه بنسبة كبيرة جدًا، إذا طبقت خطواته، والتجارب الناجحة داخله، خاصة مذكرات التفاهم التي تم توقيعها، التي مردودها سيمتد طويلاً ويترك أثرًا عمليًا على مستقبل الرياضة والأجيال المقبلة.
* لن يكون في الرياضة السعودية، بعد اليوم تعارض مع رغبات واهتمام بعض العائلات بمستقبل أبنائهم الموهوبين وإنما العكس تمامًا، ستصبح واحدًا من أبواب القبول السريع والمضمون في الجامعات المحلية بأفضلية قبولهم، وأيضًا استمرارهم وتفوقهم بمرونة التعامل معهم في اختبارات المواد والفصول، وأكيد أن هذه الأفضلية ستنسحب حتى على البعثات الخارجية.
* المشروع يتضمن إعداد كوادر المستقبل في المجال الرياضي من خلال مذكرات التفاهم، مع تأهيل القيادات الواعدة وتطوير المهارات الحياتية والتخصصية لها، إضافة إلى الاهتمام بجانب الطب الرياضي وتطوير التعليم ومستشفى الطب الرياضي، إلى جانب الاهتمام بمجالات التعليم والأبحاث والتدريب في العلوم الرياضية وتفرعاتها.
* مشروع رياضيي النخبة، هو أول مشروع رياضي حقيقي للرياضة السعودية، ذكرني بمشروع كروي كبير، في عهد الأمير فيصل بن فهد -رحمه الله- هو مشروع (أكاديمية جيمي هيل) الذي جاء في أواخر الثمانينيات، لاكتشاف المواهب في كرة القدم، وكانت مخرجاته كبيرة، بدأت في عام 84م.
* أمس خاض منتخبنا الوطني لكرة القدم مباراته السابعة في تصفيات كأس العالم.. الأخضر الذي تصدر مجموعته بعد مرحلة الذهاب يحتاج إلى سبع نقاط قبل مباراة الأمس أمام العراق ليضمن الوصول إلى (روسيا 2018) بإذن الله تعالى.
* قد تتقلص النقاط وفقًا لنتائج المنتخبات الأخرى في المجموع يوم أمس وبشكل خاص منتخبا أستراليا واليابان التي نأمل أن تكون لمصلحة الأخضر قبل العودة إلى الجولة التالية بعد التوقف الطويل.
* بغض النظر عن نتيجة الأمس، يستمر الأخضر قويًا ومرشحًا للوصول إلى النهائيات بإذن الله، متوشحًا برصيده من النقاط وبعزيمة لاعبيه ورغبتهم وتأهيلهم وانضباطيتهم، مع مدربهم القدير، الهولندي مارفيك الذي فرض شخصيته على اللاعبين وعلى أدائهم ومستوياتهم وروح الفريق على المستطيل الأخضر، بل إن ذلك انعكس على الجماهير السعودية وعلى اهتمامها وزيادة ثقتها بالمنتخب ولاعبيه ومستقبله، والحضور الكبير في مبارياته، والأهم من ذلك الدعم لكل اللاعبين وعناصر الفريق وانصهر الجميع في بوتقة واحدة.