خالد بن حمد المالك
في اليوم الأول من زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان للمملكة الأردنية الهاشمية، ومنذ اللحظة التي وصل فيها إلى العاصمة الأردنية عمان بدأت مراسم الاحتفال ببدء الزيارة الملكية باستقبال حافل، ومظاهر باذخة تعبر عن فرح غامر امتد من القيادة إلى الشعب بقدوم الملك سلمان إلى بلده الثاني في أول زيارة له بعد مبايعته ملكاً للمملكة العربية السعودية.
* *
بدأ الاحتفال المهيب من المطار، مروراً بالشوارع والميادين المؤدية إلى مقر إقامته بالعاصمة الأردنية، وقاد الملك الأردني عبدالله الثاني هذه التظاهرة الاحتفائية بالملك سلمان في أجواء أخوية امتزجت فيها الصورة بالكلمة، وجاءت المشاعر تتدفق كلما كان هناك مرور للموكب الملكي، أو عبور لرتل من السيارات التي تقل الوفد المرافق من الأمراء والوزراء.
* *
وفي ظل هذه الأجواء، وبحضور كل من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وملك المملكة الأردنية الهاشمية عبدالله الثاني تم في قصر (الحسينية) بالعاصمة الأردنية التوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم والبرامج التنفيذية والعقود بين حكومتي المملكتين، وكانت في مجال حماية البيئة والمحافظة عليها، إلى جانب مشروعٍ لبرنامجٍ تنفيذي في مجال الشئون الاجتماعية، وآخر تنفيذي في مجال الثقافة، ومشروع اتفاقية لتشجيع الحماية المتبادلة للاستثمارات، كما تم التوقيع على اتفاقية قرض لإعادة إنشاء وتأهيل الطريق الصحراوي عمان - العقبة، ومشروع آخر لعقد يخص البحث والتطوير لتعدين خدمات اليورانيوم.
* *
كما تم التوقيع على مذكرة في مجال الخدمات البريدية للحجاج والمعتمرين، وأخرى في مجال الصحة، وثالثة في مجال الإسكان، وكذلك مذكرة تفاهم لدراسة الجدوى الاقتصادية لبناء مفاعلين بتقنية المفاعل ذي الوحدات المدمجة الصغير في المملكة الأردنية لإنتاج الكهرباء وتحلية المياه، ومذكرة تفاهم وتعاون إخباري بين وكالة الأنباء السعودية ووكالة الأنباء الأردنية، وإلى جانب ذلك فقد تم أيضاً التوقيع على عقد تأسيس شركة استثمار سعودية - أردنية للقيام باستثمارات في الأردن قد يصل حجمها إلى ثلاثة مليارات دولار.
* *
وكان هناك نصيب للقطاع الخاص للدولتين لتوقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم، شملت مدينة للعلاج والتأهيل الطبي في الرياض، والتوقيع على إنشاء شركة سعودية أردنية في مجال تطوير الخدمات الطبية، وكذلك التوقيع على مشروع لتطوير وبناء وتشغيل محطة شمسية على الحدود الشرقية للأردن، وكل هذا تم ضمن التوجه لمضاعفة التعاون الاقتصادي بين الدولتين إلى المستويات التي تلبي وتنسجم مع رؤية المملكة 2030 التي ضمن أهدافها التوسع في الاستثمار لبناء قاعدة اقتصادية لا تعتمد على البترول فقط.
* *
وكانت العلاقات الأخوية الوثيقة بين البلدين والشعبين الشقيقين على رأس جدول المباحثات الرسمية التي جرت بين الملك سلمان والملك عبدالله الثاني بحضور عدد من الوزراء في الجانبين، حيث تم استعراض هذه العلاقة، والبحث عن سبل جديدة لتنميتها وتعزيزها في مختلف المجالات، إضافة إلى بحث مستجدات الأحداث الإقليمية والدولية، بما يؤكد توجه القيادتين نحو تعزيز العلاقات الثنائية بأكثر مما هو متحقق، وذلك للوصول إلى السقف المستهدف لهذه العلاقات التاريخية.
* *
وامتداداً للاهتمام بالعلاقة بين الرياض وعمان، كانت الزيارة الملكية فرصة لعقد اجتماع لمجلس الأعمال السعودي الأردني المشترك، حيث ظهرت إشارات بأن الجانبين أكدا على رغبتهما في تطوير العلاقات بينهما، كونها تشكل إضافة قوية إلى العلاقات المتميزة بينهما، خاصة إذا ما استمرت مسيرة التعاون تسير بوتيرة سريعة، وتم العمل بالشكل الذي من شأنه أن يرتقي بالتبادل التجاري، وتعزيز الاستثمارات، وتذليل المعوقات التي قد تواجه المستثمرين في البلدين.
يتبع...