فهد بن جليد
أعتقد أن مدينة الرياض محظوظة جداً بافتتاح مستشفى الملك عبدالله بن عبدالعزيز الجامعي - ليلة البارحة - ليس لإضافته 300 سرير لخدمة المرضى بالمدينة فقط، ولا لكونه يحمل اسم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - رحمه الله - العزيز على كل مواطن سعودي فحسب، ولكن لأنه مستشفى جامعي نموذجي بإدارة سعودية شابة وواعية، وضعت رؤية طبية فريدة وجديدة في المنطقة، أكثر تركيزاً وتخصصاً ستسهم بكل جد ومُثابرة لعلو كعب (الرعاية الطبية) في المملكة.
عندما تتجول في جنبات المستشفى وأروقته سيشد انتباهك أن جميع الأقسام تهدف لتحقيق رؤية واحدة تميز المستشفى الوليد عن المستشفيات الجامعية الأخرى، وهي خدمة صحة المرأة التي هي محور البيئة التي أنشأ المستشفى بها والتي تضم أكبر جامعة للبنات في العالم (يدرس بها أكثر من 60 ألف طالبة) إضافة لنحو (11 ألف من العاملين)، وصحة ونمو وتطور الطفل الذي هو مرتبط بهذه المرأة، وصحة اليافعين من أبناء الأسرة الذين تنحصر أعمارهم ما بين سن الثالثة عشرة والثامنة عشرة، بحثاً عن مجال جديد أكثر تخصصاً لخدمة المجتمع من خلال سد الاحتياج في هذه التخصصات الثلاث، وفي هذه المرحلة المُهمة من تحولنا الوطني لتحقيق رؤية المملكة 2030 التي نحتاج فيها إلى منظمة طبية وطنية تتخصص في رعايتهم طبياً من خلال العلاج المُباشر, أو من خلال مركز أبحاث طبية عالمي يتميز في هذه الفئات التي يشكل أفرادها مكوناً مُهماً هو الأكثر نسبة في المجتمع السعودي.
هذا الصرح العلمي الطبي البحثي العملاق يواجه تحدياً كبيراً في تحقيق رؤيته وأهدافه حتى يتميّز على مستوى المنطقة والعالم، ولا ينحرف عن هذه الرؤية الطبية العصرية بالاستجابة للحاجات الطبية والعلاجية المتنوّعة للمرضى والتي ستطرأ بعد الافتتاح الرسمي، التي اعتمدت على التخلص من الاستخدام الورقي، والاعتماد على البصمة والتواصل الإلكتروني والتقني والآلي حتى في إرسال العينات البحثية وصرف الأدوية، والمُطمئن هنا أن جميع الكوادر الطبية والإدارية التي قابلتها كانت على دراية كاملة بالأهداف الرئيسة التي يسعى القائمون على المستشفى لتحقيقها.
برأيي أن ما شاهدته يدعو للفخر، وهو كفيل بنجاح العمل في أي منظمة، عندما يكون العاملون والمتدربون جزءاً فاعلاً من وضع الرؤية ولاعبين أساسيين في تحقيقها، بل إن الأمر وصل إلى إشراك المريض في التفاعل مع أهداف المستشفى ومراكز التميز فيه، وهذا عمل إداري نموذجي واحترافي... نتمنى أن يتكرّر في المنشآت الطبية الأخرى؟!
وعلى دروب الخير نلتقي.