هدى بنت فهد المعجل
(المرء ليس بحاجة إلى مترجم لكي يشعر بالشفقة...) (براد ملزر) من كتاب القدر ص: 37
الشفقة هي: الرحمة (العطف والحنان) الخوف من المكروه.
وشَفِقَ: حرص على إصلاحه.
أما الشَّفَق فحمرة في الأفق بعد غروب الشمس.
- فهل إذا أحسّ الفرد بشفقة الآخرين عليه أحمرّ وجهه؟؟!
كأنما (براد ملزر) برأيه أعلاه يدرج الشفقة في خانة الشعور المرفوض من الآخرين، بدليل أنّ من ناله شيء من شفقتهم يلمس ذلك مباشرة في تعبير وجوههم، بحيث لا يحتاج إلى مترجم يشرح له الوضع الحادث.
العلامات والدلائل الواضحة لا تحتاج إلى مترجم، فما الذي يضطر بعض البشر إلى رفض شفقة الأشخاص عليهم مما يثير حنقهم وغضبهم؟.
في حين يلجأ بعضهم إلى استدرار عطف الناس وكسب شفقتهم كي ينال مراده والمبتغى..!! وما أكثرهم!!
* * *
بتنا نرى الفرد يبتر جزءاً من جسده في سبيل استدرار عطف وشفقة الناس، بل قد يشوِّه ما استطاع تشويهه للهدف نفسه، ولا نحتاج هنا إلى مترجم كي ندرك أنّه ما أقدم على تصرفه هذا إلاّ لغرض يتيم لا شقيق له، (الشفقة). فهل نضعف أمام منظر كهذا ونأتي بما يدلل على شفقتنا؟! إنّ ضعفنا، ختمنا على نجاح تصرفهم، وحرضنا غيرهم على أن يدلوا بدلوهم فانقلب المجتمع إلى مزرعة للشفقة وعمّ الكسل..
* * *
الشفقة سلاحٌ خطرٌ من طرفيه لا من طرف واحد، من الطرف الأول، ممّن يلجأ إليها في سبيل تحقيق مآربه ويبتكر عدّة تصرفات (مجنونة) ترصف درب الوصول إليها، ومن الطرف الثاني عند إصرارنا إلى إظهار الشفقة مع من يستحقها، ولكن بصورة مبالغ فيها، وفي كل حين حتى يتحقق الخسران والكسل والتواكل. طبيعي أن تشفق الأم على أبنائها.. وأن تكون هناك مشاعر شفقة بين الإخوة، والأصدقاء، والبشر فيما بينهم، وما ليس بطبيعي أن نمنحها بدون وصفة مدروسة، فلماذا نجد الحزن في صدر من انطلقت نحوه سهام الشفقة..!؟
* * *
يكاد الفرد يغضب إن مسحت على رأس ابنه، وتكاد الأم أن تغضب أيضاً، حينما يكون الأب مبتلى بعاهة أو مرض مستديم، لا يريدون منك أن تظهر له مشاعر الشفقة، أو إذا أظهرتها فعليك أن تعرف كيف تختار الترجمة السليمة لها، فالرّبت على الظهر، والمسح على الرأس مما يزعج فئة من البشر، وقد نأتي بتصرّفنا هذا بعفوية ودون قصد، في حين أنّ عفوية التصرّف لا تحمي ساحتنا من ترجمة خاطئة له..!!
إذاً نتفق مع (براد ملزر) أنّ المرء ليس بحاجة إلى مترجم كي يشعر بالشفقة، فماذا عن ذلك المرء إن هو أخطأ الترجمة، أو لم يكن دقيقاً في شعوره وفهمه؟؟!
***
إضاءة خافتة
من كتاب القدر.. لبراد ملزر..
- أقلّب قهوتي بواسطة ملعقة فضية وأراقب أفكاري وهي تذوب في دوامة النسيان.
- إنك لا تحمل المظلّة لو لم تكن تتوقّع هطول المطر.
- عندما تكون منشغلاً بأصواتك فإنك لا تشعر بحاجة للتحدث مع أي شخص آخر.