عماد المديفر
كنت قد تنبأت فور فوز فخامة الرئيس دونالد ترمب بالسباق الرئاسي وقبل توليه مقاليد الحكم؛ بأن وجود رئيس أميركي بمواصفات شخصيته القوية والعملية والوطنية والواثقة وغير المؤدلجة، والقادمة من خلفية تجارية ذات تاريخ ناجح وتجربة غنية، واكتفاء مادي ذاتي ليس في حاجة دعم من أحد.. شخصية مستقلة ومتحررة من تأثيرات لوبيات المصالح والسياسة، سينعكس إيجاباً على العلاقات السعودية الأمريكية دون محالة، بل وعلى العلاقات الأمريكية مع جميع حلفائها المخلصين والصادقين التواقين للخير والسلام والتنمية والرفاء.. بعكس ما كان يتشكك منه الكثيرون عطفاً على تصريحاته أثناء السباق الرئاسي، والتي كنت أراها هي الأخرى رائعة، وإيجابية، وتنُبؤ بقدوم رئيس صادق مخلص لوطنه، محب لشعبه، ومحارب من الطراز الرفيع. وهو ما أوضحته في مقالتي التي نشرت في نوفمبر العام الماضي.. ووضعت لها عنواناً صارخاً ساطع الوضوح «فوز الرئيس ترمب.. وأُفول مشروع الفوضى» في وقت كانت فيه المقالات والرأي العام في العالم أجمع وليس فقط في العالم العربي.. تتخوف من هذا الرئيس الأميركي القادم.. متأثرة طبعا بالدعاية السلبية التي عملت عليها -وما زالت- ماكينة الإعلام الأميركي المحسوب على التيار «الديمقراطي» بالخصوص.
أذكر أني ذكرت في مقالتي التي كانت «عكس التيار» حينها بأن الشعب الأمريكي سئم من السياسات المتخبطة للزمرة السياسية الأميركية المتحكمة بدوائر صنع السياسة، وقالوا كلمتهم بأن اختاروا التاجر الذكي ورجل الأعمال الناجح «دونالد ترمب»، وهو القادم رغماً عن أنف الدعايات السياسية والإعلامية التي كانت تقودها ماكينة الديمقراطيين، والنخبة السياسية الحاكمة، ولوبيات المصالح، وأن «توجهات الرئيس «ترمب» في المنطقة واضحة جداً، ومنطقية جداً، ولذا فهي تتفق تماماً مع توجهاتنا، ومنها رؤيته أن: «أوباما سلّم العراق لإيران على طبق من ذهب لتعيث به فساداً»، وأن «سياسة أوباما غير الحكيمة تسببت بنشر الإرهاب ولم تحاربه في الواقع»، وأن «سياسة أوباما سبب حالة الفوضى في الشرق الأوسط»، كما أن «الاتفاق النووي مع إيران كارثي تسبب بضخ ملايين الدولارات لتصب في دعم الإرهاب»، لا سيما أن «إيران الداعم الرئيس للإرهاب».. وأن «الإخوان المسلمين إرهابيون». وختمت بأن لترمب هدف وحيد: «مصالح الولايات المتحدة الأمريكية في المقدمة».. ومصالحها الحقيقية في المنطقة دون شك تتفق ومصالحنا، وهو ما سبق ورددناه كثيراً.. وأن الرئيس ترمب رجل أعمال يمتاز بالوضوح، ويفهم لغة المصالح، ويهمه أمريكا لا غيرها.. ومصالح أمريكا هي معنا كعرب ومسلمين معتدلين يحبون الخير للبشرية جمعاء.. يحاربون الإرهاب وينشدون السلام والحب والوئام والرفاء».
اليوم، وبعد مضي ستين يوماً من تولي فخامته مقاليد الحكم، أجد الكثير يتفق مع ما ذكرت..
اليوم، وبعد أن وجه فخامته أول ما وجه.. الدعوة لسمو سيدي ولي ولي العهد ليحل ضيفاً على فخامته كأول مسؤول عربي مسلم رفيع يلتقيه في اجتماعات رسمية في المكتب البيضاوي، كاسراً فخامته بروتوكولات الاستقبال والاجتماعات الرئاسية احتفاءً بضيفه الكبير والذي يمثل حليف أمريكا القديم والتقليدي.. المملكة العربية السعودية.. قبلة المسلمين ومنبع العروبة وأس السلام ومهد حضارات الشرق الأوسط..
اليوم، وبعد أن اتضحت توجهات فخامته، وبدأ العمل جدياً يداً بيد معنا في حربنا المقدسة ضد الإرهاب «الإسلاموي» الذي يستهدفنا ويستهدف ديننا وهويتنا بالدرجة الأولى، يداً بيد في حربنا ضد الإرهاب ليس عسكرياً فقط بل وفكرياً ومادياً.. وبدأنا نلمس من حليفنا التقليدي التاريخي الجدية الحقيقية في ذلك بعد أن افتقدناها لزمن، ووضعنا معاً النقط على الحروف في خارطة مكافحة الإرهاب.. سرطان العالم.. بعد أن عيينا من أوباما وإدارته وسياساته التي تسببت في كثير مما نراه من انتشار للفوضى والإرهاب والدمار بسبب تجاهلها لنصائح حلفائها ومد يدها لأُس الإرهاب والمتمثل بولاية مرشد الإخوان المسلمين، وولاية فَقِيه نظام الملالي الرجعي الظلامي في طهران..
اليوم فقط.. - ورغم الدعاية الكاذبة التي لا تزال تتواصل ضد فخامة الرئيس ترمب في وسائل إعلام أميركية مرتهنة في آياد قوى مغرضة ولوبيات مصالح ضيقة - نتفاءل في القضاء على الإرهاب.. قريباً.. وقريباً جداً.. والذي لن يتأتى إلا بالقضاء على من يقف خلفه ويدعمه ويوظفه بخسة وقذارة ونفس شيطانية خبيثة .. قُضي الأمر.. وإن غداً لناظره لقريب.
إلى اللقاء.