فوزية الجار الله
أظن بنفسي خيراً وآمل ألا يشوب هذا الظن وهمٌ أو غرور.
أنا هنا لا أتحدث عن ذاتي وحسب وإنما هذا الأمر قد يحدث وقد يشغل أي إنسان آخر قد تختلف ظروفه عني، لكننا نلتقي في إنسانيتنا وفي رغبتنا في إشباع روحي وذاتي يحقق لنا الراحة وقدراً أدنى من السعادة، وعوداً على بدء، أظن أني لم أعد بحاجة إلى دورة تحت عنوان تطوير الذات رغم اهتمامي وحبي لهذا المنهج وذلك لأكثر من سبب أهمها أنني تشبعت بالمعلومات الأساسية حولها ولم يعد ثمة ما أراني أجهله، فقد استغرقت كثيراً بهذه المعلومات صادفتها وصادفتني في أكثر من منبع، فبعضها تلقيته على مقاعد الدراسة المختلفة وعلى وجه الخصوص الدراسة الجامعية ومن ثم العليا، والأهم من ذلك ما تلقيته من خلال خبرتي المتواضعة في الحياة التي تجبرك على التعلم، فكلنا نتعلم بشكل تلقائي من كل خيبة تصادفنا ومن كل عثرة في مسارنا خلال هذه الحياة، هذا عدا ما تلقيته من خلال قراءاتي المستمرة، فالقراءة هوايتي الأولى التي رافقتني منذ طفولتي، لذا لم يكن حضوري منذ أكثر من عام مضى لإحدى الدورات رغبة في الدورة ذاتها بقدر ما كان نزولاً عند رغبة صديقة عزيزة سقطت المسافات بيننا ومضت فترة لم نلتق لذا فقد اقترحت علي حضور الدورة كي تكون فرصة مناسبة للقاء.. الدورة كانت هامة جداً لمن يريد الرفع من تقديره لذاته ومن تغرقه مشكلاته ويحتاج إلى مساعدة للخروج من أسرها، وهي أيضاً هامة جداً لمن ليست القراءة إحدى حتميات وجوده وأيضاً لمن يعانون شيئاً من الاكتئاب لسبب أو آخر، وقد علِقَ بذاكرتي منها سؤال هام: (هل لديك إحساس بأنك مستهلك أم أنك تقضي جلّ وقتك في سبيل تحقيق هواياتك ورغباتك الخاصة ؟!) عليك أن تسأل نفسك هذا السؤال بشكل مستمر ما بين الفترة والأخرى حتى لو كنت موظفاً في أحد القطاعات رغبة في تأمين دخل مريح لأجل حياة أفضل، حتى وإن كنتَ أباً أو «كنتِ» أماً مسؤولة عن كيان أسرة لابد لك من اقتطاع بعض الوقت لنفسك فقد تكون على سبيل المثال موهوباً في مجال من مجالات الفن أو الأدب لكنك مستنزف من جانب آخر عن طريق آخرين أبناؤك أو عائلتك أو بعض من أشقائك أو أصدقائك لتجد نفسك في النهاية غارقاً في كثير من الأعمال والالتزامات، بينما أنت بعيد كل البعد عن أداء ما تريد أو ما يحقق إحساسك بتحقيق الذات والإشباع النفسي والروحي، تذكر دائماً ابحث عن «أنت»، عن نفسك بعيداً عن ضجيج بعضهم وهشاشة البعض الآخر وسطحيتهم.. ابحث عن ذاتك بعيداً عن «هم» كي تعود إليهم بقوة روحية أكب، عندها ستكون أكثر قدرة على الحب والعطاء لنفسك ومن ثم لـ «هم».