غسان محمد علوان
حقَّق منتخبنا النقاط الثلاث كاملة أمام منتخب تايلاند، وعلى أرضه وبين جماهيره الغفيرة، بثلاثية نظيفة، مواصلاً تصدُّره المجموعة الآسيوية الحديدية المؤهلة لنهائيات كأس العالم بروسيا 2018.
وإضافة لهذا الانتصار جاء تعثر منتخبَي أستراليا والإمارات بتعادل الأول أمام العراق، وخسارة الثاني أمام اليابان؛ ليفك الاشتباك الذي كان موجودًا في صدارة الترتيب ولو قليلاً، مانحًا منتخبنا فرصة لالتقاط الأنفاس. والآن سندخل لقاء جديدًا ومصيريًّا آخر أمام منتخب العراق في الجوهرة بين أمواج عشاق الأخضر. ولا حديث لصقورنا سوى الفوز، ولا هدف لهم سوى النقاط الثلاث.. فالحلم اقترب كثيرًا، والتأهل أصبح واقعًا ملموسًا بعد توفيق الله، ثم عزيمة الرجال. لست مع التركيز على عبارات مثل (لم نتأهل بعد) أو (دعونا من حسابات التأهل؛ فكل شيء ممكن في عالم كرة القدم). فتلك العبارات وإن كانت صحيحة وواقعية فهي لا تعدو كونها سرد للبديهيات، ولا يوجد في التركيز عليها (وحدها) ما يمكن أن يراه المنتخب تحفيزًا أو تشجيعًا أو حتى تصريحًا بمقدار الثقة التي يستحقها المنتخب في مسيرته الحالية بهذه التصفيات.
الثقة التي يجب أن توضع في منتخب متصدر لمجموعة بالغة الصعوبة.
الثقة التي يستحقها صاحب أقوى هجوم في التصفيات الآسيوية.
الثقة التي يستحقها صاحب أقوى دفاع في مجموعته الصعبة.
الثقة التي يجب أن يتلمسها اللاعبون ومدربهم والمنتمون للمنتخب بعبارات التقدير لجمعهم 13 نقطة من أصل 18 حتى الآن.
فليس من المعقول أن تصرخ في أذن متسابق ماراثون وهو في الأمتار الأخيرة من سباق يتصدره هو بمثل (لست الفائز) دون أن تتبعها بـ (ولكنك في الأمتار الأخيرة، وأقرب بكثير لخط النهاية عن منافسيك). فمتى ما جعلنا الواقعية أحد مكونات التحفيز نكون بذلك قد زدنا مستوى الثقة أملاً في حصولنا على ما نريد. أما الاكتفاء بها كخطاب كامل فهي أشبه بالجحود لكل ما تم عمله وما تم تحقيقه من جهد وتعب ونقاط وصدارة.
ضحك مارفيك أخيرًا، فما يريده وما عمل عليه أصبح يراه على أرض الملعب. وشتان ما بين البدايات واليوم. وانتقادات الجميع له في البداية أصبحت تتلاشى جولة تلو الأخرى، حتى وإن كانت القناعات لم تتبدل. فالمهم أن يكون النقد صادقًا وموضوعيًّا، ولكن يجب أن يختفي متى ما حضرت النتائج الإيجابية. فلا ضير في قول (كنت أرى عكس ما يرى مارفيك، ولكن انتصاره علي هو أجمل خسارة يتمناها أي عاشق للأخضر).
بالتوفيق لصقورنا في موقعة جدة الكبيرة.. فثقتنا بالله ثم بهم تجعلنا نترقب اللقاء بلهفة وشوق كبيرين للاقتراب أكثر من حلم التأهل الخامس لكأس العالم.