سعد الدوسري
جلستُ مع مجموعة من الشباب الذين اختاروا أن يعملوا خارج بلادهم، وتحديدًا في الإمارات العربية وقطر، وسمعتُ منهم ما كنتُ قبل سنوات طويلة أحذِّر من أننا سنسمعه «لا توجد فرصة عمل ملائمة لي في بلدي؛ ولذلك أنا أعمل اليوم في بلد آخر».
ليس لدي أي تحفُّظ على أن يعمل الشاب في أبوظبي أو الدوحة؛ فهو صاحب القرار في اختيار الجغرافيا التي تلبي طموحه ومتطلباته. الخوف الذي يسكنني هو ألا تلبي له الغربة ما يأمل.
- من سيحقق النجاح لخطة التحول الوطني؟؟
هذا هو أهم سؤال سألني إياه الشباب الذين قابلتهم. وهو سؤال المرحلة. بلادنا تمر بأهم تحول في تاريخها، تحول تعطره روائح الشباب. لكن العطر يبقى في المستوى الأعلى، دون أن يهبط للقواعد التي تحمل الخطة على أكتافها.
المؤسف أن هناك تيارًا جديدًا يطالب بتوقف نغمة توطين الوظائف، ويهاجم من يطالب بإعطاء الأولوية لأبناء وبنات الوطن، معتبرًا إياه عنصريًّا، أو ضد الانفتاح العالمي الجديد. وربما يسخر من حديثي عن تجارب شبابنا وشاباتنا في العمل خارج وطنهم:
- حلال على شبابكم العمل خارج بلادكم، حرام على غيرهم العمل في بلادكم؟!
أصحاب هذا التوجُّه ليسوا منفتحين على حقيقة أن الشاب السعودي سيستثمر كل طاقاته الإبداعية وكل مدخراته المالية في بلاده إذا سافر للعمل في الخارج.. سيهاجر إبداعه وماله، وسيكون البديل الأجنبي غير مبدع، وستتحول رواتبه إلى الخارج في نفس يوم استلامها.