فهد بن جليد
لا أحبذ دائماً ربط كل شيء (سيئ) بالضعف الجنسي عند الرجال للتحذير منه، كما حدث مؤخراً في موضوع التحذير من مشروبات الطاقة، وهي بالمناسبة خطوة عكسية تقليدية للإعلانات الشهيرة بأن هذه المشروبات تمنح (مزيداً من الطاقة)، فإذا بنا نكتشف أنها تزيد الوهن والضعف، بحيَّل الوهم والشعور بالقوة؟!.
المسألة واضحة هذه المشروبات مُضرّة للجنسين (بكافة الأعمار)، وأتوقع أننا وصلنا إلى الوقت الذي يجب أن تتخذ فيه الجهات الرقابية خطوات عملية (للحد) من بيع هذه المشروبات بسهولة هكذا في البقالات والأسواق (دون قيد) حتى للأطفال وصغار السن وبالكميات التي يطلبونها، دون الالتفات لخطورة الإكثار منها أو الخطر الذي تشكله على حياتهم.
هل هناك من أدمن تناول هذه المشروبات بشكل مُنتظم يومياً؟!.
للإجابة على هذا السؤال علينا التوجه لمنافذ البيع الصغيرة في (الحارات) والتي من خلالها يستطيع البائع تمييز (الزبائن) ومُشترياتهم اليومية، أنا مُتأكد أنك ستُصدم مثلي عندما تكتشف أنَّ هناك مُراهقين يتناولون بشكل يومي (علبة إلى علبتين) من هذه المشروبات، وقد تصل في نهاية الأسبوع عند تجمع الأقران إلى ثلاث علب، نتيجة تأثير الأفلام الأجنبية واستخدام هذه المشروبات في مواقف مُثيرة وحماسية، دون الاكتراث إلى كل الدراسات والتحذيرات التي تقول إنَّ الإكثار من تناولها يؤثر سلبياً على صحة الجسد والذهن، وقد ينتج عنها أعراض عصبية ومزاجية غير مُستقرة، ربما تؤدي للوفاة.. بل إنها فعلت ذلك في الولايات المُتحدة الأمريكية عندما توفت طفلة في الرابعة عشر من العمر بعد تناولها مشروب طاقة، أجرت على أثره الـ (أف دي أي) منظمة الدواء والغذاء الأمريكية تحقيقات موسعة ، مع تكرار تسجيل وفيات مُرتبطة بهذه المشروبات!.
قبل ثلاث سنوات انتصر مجلس الوزراء الموقر (للمستهلك السعودي) عندما حظر ومنع بيع هذه المشروبات في المدارس والمطاعم والمقاصف في المنشآت الحكومية، أو القيام بالحملات الدعائية والترويجية لها، وحظر توزيعها مجاناً على المُستهلكين، مع إلزام هذه الشركات ووكلائها بكتابة تحذير من الآثار الضارة لها باللغة العربية والإنجليزية، وهي خطوة تذكر وتشكر، كما أنَّ الضريبة الخليجية الانتقائية المتوقع أن تشمل مشروبات الطاقة بنسبة 100% في كل دول الخليج ستُسهم في الحد من الإدمان عليها..
ولكن أليس من حقنا البحث عن الخطوة اللاحقة لتنظيم منصات بيع هذه المشروبات في منافذ البيع؟ بعد ثبوت خطرها الواضح الذي بات يُهدِّد الصغار والمُراهقين قبل الكبار نتيجة سهولة الحصول عليها .. يبدو أننا نخوض معركة مع هذه المُنتجات تحتاج تدخلا ميدانيا؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.