د. خيرية السقاف
يستبق التكهنات, في خاطره كثير من النتائج, وفيها ما يقدمه, ولا يؤخره!!
تأتي أحلامه فوق كفيه, مفصَّلة كما قطعة نسيج بين يدين ماهرتين في الحياكة,
يبدأ في حبكها.. ويتفنن!!
لكن التكهنات مجرد تصور بشري, محض توقع مرسوم في إطاره,
إن تجسَّدت في واقعٍ فإنَّها ربما لن تكون مفصلة في جزئياته التي تخيلها,
ولا بتفاصيلها التي رسمها!..
الحالم, قد يخيب, فيتهالك من فرط الحسرة,
يخبط كفيه ببعضهما عل النسيج الذي رسم, وفصَّل, وحاك,
ينبسط بينهما, يخرج مجسداً كجنية ماهرة في الوثوب!!
والواقعي, بالكاد يصدق أن أحلامه جرفته نحو يم الحالمين ولو مرة على أية الأحوال التي يخرج فيها بشرٌ عن طبيعته!!..
هي لحظات مختلفات هذه التي يحلم فيها المرء يقظاً, أو ينجرف!!..
حين تبقى الوسائد مرتَّبة لم تحركها الرؤوس, وهي تدسُّ فيها أحلامَها!!..
بينما تكون الهيمنة كلها ليقظةٍ لا تخضع لحلم المرء,
ولا تُفصَّلُ كما يبغي, أو يشاء!!..
كفُّه, وإن هي جزء في جسده, لكنها ليست ميداناً لحلمه ليستقر فيها فيلمسه, ويحس به,
ويقلِّبَه, وهو يراه!!..
ولحظته, وإن هي له, محسوبة عليه, فهي ليست باقية له كي يعيد فيها ما استبق في التي مضت عنه مثلها, ولم تُجسد له فيلمسها..
إنه موهوم هذا الإنسان كثيرا!!..
وإنه يفعل, يستمر فيحلم,
ويستمر ويتكهن
وكفَّه خاوية!!..