د.ثريا العريض
تبدأ غداً اجتماعات القمة العربية التي تستضيفها الأردن في منتجع البحر الميت، وتحضرها الدول العربية ومشاركون من المسؤولين الكبار عالمياً وصانعي القرار السياسي، ما يعكس أهمية الاجتماع وما سيدور فيه من حوار والاتفاق في الرؤية بضرورة العمل معاً ضد عدو يستهدف أمن الجميع ويلبس أقنعة متعددة. وفقهم الله.
ستتناول الاجتماعات 30 بنداً من القضايا المشتعلة في الجوار، وكل تحدٍ يواجه المنطقة في نزيف محلي يترك آثاره المؤلمة في دول العالم البعيدة خاصة تنامي نشاطات الإرهاب المنظم والفردي، ومشكلة ملايين اللاجئين الفارين من الموت والدمار إلى دول الجوار والعالم القريب والبعيد. ثم هناك على رأس التحديات موضوع التدخل الإيراني في شؤون الدول العربية واحتلال الجزر الإماراتية.
تصاعد الإرهاب في المنطقة وعالميا واضح وضبابي في ذات الوقت، ومأساوي النتائج حيث يدفع ثمنه الأبرياء على مدى الخارطة العربية. وحتى غير العربية لم تستطع النأي بأنفسها عن وصول إجرام الاستهداف إليها. حيث نراه متداخل الجذور ومتعدد جهات الدعم المالي واللوجستي ومتلون الإستراتيجيات من الخلايا النائمة إلى العنقودية إلى الذئاب المنفردة. ومحاولة ربطه بمظلة الإسلام إستراتيجية مقصودة لإخفاء جذور أهدافه السياسية.. وهذا يؤكد ضرورة العمل كجبهة واحدة لمواجهته والقضاء عليه.
متوقع أن يحضر غالبية القادة العرب أو ممثلين عنهم والأمين العام للأمم المتحدة ومفوض الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي وأمين عام منظمة العالم الإسلامي رئيس البرلمان العربي. كما سيحضر مبعوثان رئاسيان أمريكي وروسي، ومبعوث الأمم المتحدة بشأن الأزمة السورية.
رغم أن البنود المدرجة على جدول الأعمال تصل إلى 30 بندا تتعلق مباشرة بالتأزمات الراهنة في الجوار العربي وتؤثر في استتاب السلام والاستقرار في الشرق الأوسط مثل الأحداث الجارية في سوريا والعراق واليمن وليبيا، إلا أن انشغال المنطقة بالمستجدات منذ مطلع القرن لم ينسِ أهلها وقادتها القضية الفلسطينية ومحاولة إسرائيل تغييبها عن ذاكرة العالم وسنرى الإصرار على حل الدولتين وعدم تقبل مساعي إسرائيل لجعل القدس عاصمة للدولة اليهودية واستلابها من هويتها الفلسطينية العربية الأصل تجمع الديانات الثلاث في تعايش ورقي.
القمة القادمة تأتي في زمن مثقل بالمعاناة.. ولكنه أيضا زمن واعد إذ تتضح فيه الرؤية وتتفق على ضرورة تنسيق العمل معا عربيا وإقليميا وعالميا لوقف تآكل السلام والاستقرار في العالم. وبرغم الصخب والتشويش القائم، واستماتة نظام إيران وأذنابها في ترسيخ حالة الفوضى والتشتت والضعف عربيا وإسلاميا، وطموحات وأفعال إسرائيل الإجرامية التي لم تتوقف منذ زرعت كمؤسسة سرطانية في قلب المنطقة، إلا أن الإعلام يوضح أيضا نجاح مساعي تقارب الأشقاء وتقلص ما حققه نظاما إيران وإسرائيل من تمدد إيديولوجي وجغرافي.. ولن يبقى أبدا.