فهد بن جليد
تعليق مديرة العلاقات العامة بإحدى شركات الطيران العاملة في المملكة على خبر الاستعانة (بسيدة أوروبية) على قيادة طائرات الشركة في أجواء المملكة يذكِّرني بتعليق مديري العلاقات العامة قبل عصر (التقنية) الذي يعتمد على قاعدة (الذاكرة المخرومة)، عندما ينفون الخبر ويؤكدونه في الوقت ذاته؛ ليتركوا للمتلقي (سلامة الفهم)؟!
الزميلة العزيزة تقول - حسب المنشور في عكاظ - إن "الشركة لم تعيِّن سيدة أوروبية في وظيفة مساعد طيار ضمن ملاحيها"، واستدركت بأنها ضمن ملاحي طائرات استأجرتها الشركة السعودية بنظام التأجير الشامل للطائرة بملاحيها "هي ضمن الطاقم المشغل لطائرتي A320 وA321 التابعتين لشركة Small planet التي تسيّر رحلات المدن الرئيسة بالمملكة".
هذا النوع من الأخبار - برأيي - لا يحتاج إلى (تذاكي) في الإجابة لتبرئة ساحة المشغّل السعودي، بقدر ما يحتاج إلى شفافية ووضوح للمتلقي بشكل مباشر. فإذا كان نظام الطيران المدني في المملكة لا يمانع من وجود امرأة ضمن طاقم القيادة للطائرات التي يتم تشغيلها (محليًّا) لنقل المسافرين بين المدن السعودية فالإجابة المثالية أن وجود هذه السيدة في كابينة القيادة متوافق مع أنظمة الطيران المدني المرعية في المملكة، أسوة بتعيين سيدة سعودية سابقًا لقيادة الطائرة الخاصة لأحد رجال الأعمال. وإذا كان غير ذلك فهناك خطأ وقع عند تأجير الطائرات بشكل شامل بملاحيها بهذا الشكل؛ ومن الأفضل معالجة هذا الخطأ وتصحيحه بدلاً من النفي!
ركل (الكرة للأمام)، وكأن الأمر مسكوت عنه، لا يتوافق مع الدور المنتظر لمديرة العلاقات العامة بشركة الطيران المذكورة مع كامل التقدير والاحترام لها، التي نتوقع أنها ملمة بكامل المعلومات والأنظمة التي تخص عملها؛ وبالتالي تمنيت أن يكون تعليقها شاملاً؛ لتتضح الصورة للمتلقي دون أي غموض؟!
المرحلة التي نعيشها من انفتاح إعلامي وتوسُّع تأثير دور وسائل التواصل الاجتماعي تلغي كل المدارس القديمة التي اعتمد عليها المتحدثون الرسميون ومديرو العلاقات العامة (سابقًا)، عندما تصاغ تعليقاتهم أو بياناتهم بعنوان رئيس هو (سلامة فهمكم)!
وعلى دروب الخير نلتقي.