أحمد المغلوث
ودعت الأحساء، بل ودع الوطن رجلا فاضلا أحبه الجميع أنه الشيخ سعد حمد المنقور أحد وجهاء الأحساء وعرفته من أيام الصبا عندما كنت فتى خلال تردده على مجلس الأسرة.
في المناسبات أو الأعياد. ومع مرور الأيام وبصفتي مديرا للعلاقات العامة بصحة الأحساء قبل تقاعدي المبكر وكرجل إعلام كانت الفرص والمناسبات كثيرة التي تتاح لي اللقاء به.
وكان رحمه الله متابعا جيدا للصحافة المحلية بحكم تعدد نشاطاته الاقتصادية وحتى الاجتماعية والعملية فكان مسؤولا عن الجمعية الزراعية بالأحساء في بدايتها.
وعندما كتبت مطالبا بوجود جمعية خيرية بالأحساء في الصحيفة التي كنت أعمل فيها متعاونا أيامها اتصل بي مشيدا بالفكرة بل كان متحمسا جدا لها.
بل لم يبخل عن دعمها. ونفس الشيء كان مع فكرة وجود لجنة أصدقاء المرضى.
فكان من أوائل الأعضاء الذين كانوا يحضرون لاجتماعات اللجنة والتي كانت تعقد في قاعة الاجتماعات بمستشفى الملك فهد بالهفوف.. وخلال ذلك توطدت علاقتي به كثيرا وكنت لا أتردد أن أذهب إليه في مزرعته العامرة بطريق قطر.
حيث كان عاشقا للطبيعة وأجواء النخيل وأشجار الليمون الحساوي حيث اشتهرت مزرعته بإنتاجها الطيب منه نتيجة لاهتمامه ومتابعته لكل صغيرة وكبيرة فيها.
بل كان يشير إلى أنه لا يمكن أن ينجح عمل زراعي أو غيره بدون تواجد صاحبه بجواره ومتابعته له فالعمالة ليست صاحبة الملك. لذلك كان يتردد باستمرار على المزرعة.
وبفضل الله باتت عامرة كما ترى.والفقيد الشيخ سعد كان رجل بر.
لأقاربه ومعارفه وحتى أبناء مجتمعه. وكل من عرفه اكتشف تميزه بذلك الهدوء البالغ وحديثه بصوته المنخفض.
و إلمامه التام بالأحداث وتمتعه بثقافة رائعة.. وكان له مكانته الخاصة لدي أمير الأحساء الراحل محمد بن جلوي آل سعود. وشهدت كثيرا من المواقف التي كانت له فيها أياد بيضاء في بذل المال والجاه لمن استحقه من المحتاجين.
ومازلت أذكر كيف كان حازما جدا في مسائل خدمة المرضى وأهمية توفير كل ما يساهم في تقديم خدمات أفضل لهم من خلال مطالبة إدارة الشؤون الصحية بذلك خلال اجتماعات (لجنة أصدقاء المرضى) بحكم كونه عضوا فاعلا فيها.
وتميز الراحل بدقته وحتى ببساطته وصلته القوية بأبناء مجتمعه. على اختلاف طوائفهم . فتجده يحرص على مواساتهم ومشاركاتهم في مناسباتهم الاجتماعية.
لقد كانت له جهودا طيبة بل مشاركات فاعلة في المساهمات وإنشاء العديد من الشركات داخل الأحساء وخارجها.
وماا بعد لقد ودعت الأحساء رجلا من رجالها المخلصين والذين عملوا بجد في خدمتها من خلال عمله او عبر مشاركاته الاجتماعية والاقتصادية وأعمال البر والخير.
أعزه الله بطاعته وأكرمه بإحسانه وطيبته وحسن تعامله الإنساني والاجتماعي. كان ودودا. طيب المعشر. تذكر أعماله فيذكر ويشكر.. وماذا بعد هكذا هي الحياة.
ماهي إلا رحلة مصيرنا جميعا أن نصل إلى المحطة التي يودعنا فيها الجميع من أفراد أسرتنا ومجتمعنا. رحم الله سعد المنقور. رحمة واسعة وأسكنه فسيح جنانه.
{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ }..؟!