د. ناهد باشطح
فاصلة:
«ليس لصحافي أن يطوي وطنه ويضعه في جيبه»
-الدكتور نسيم الخوري-
تغريدة كتبها الأستاذ المبدع «مسفر الموسى» في حسابه النشيط في تويتر ولم أستطع نسيانها منذ قرأتها «الصحافة عندما تصمت فإنها تخون الوطن. هذا مبدأ مهني عام... في الرياضة وغيرها»
الموسى كتبها معلقا على فيديو ظهر فيه راعي مجلس قناة الكاس حيث كان ينتقد منظومة كرة القدم في قطر، ويقول «منظومة كرة القدم فاشلة وسكوتنا السبب».
صمت الصحافة في أي مجتمع يعني بالفعل أن الوطن في أزمة..
موت الصحافة يعني موت المصداقية في التعبير عن المجتمع.
إذا كتبت في جوجل موت الصحافة ستظهر لك آلاف المقالات التي تنعيها.. كتاب من الشرق والغرب ينعون الصحافة الورقية ويتساءلون عن المستقبل لأن الصحافة الاليكترونية مازالت بدون أخلاقيات مهنية مشرعة بوضوح.
أنا هنا لا أناقش موت الصحافة الورقية والتي بدأت تداعياتها عام 2009 حين تحولت صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» أولى الصحف الأميركية إلى الإصدار الإلكتروني بعد قرن كامل من الصدور ورقياً.
ولن أعود بالذاكرة إلى عام 2005 م حين توقع الكاتب الأميركي مايكل أس. مالون مقالة على موقع محطة «ABC NEWS»، موت الصحافة الورقية بسبب الثورة التكنولوجية، إنما أتساءل عن أداة هذه الصحافة وروح نجاحها ....عن الصحافي المحبط الخائف من الغد أمام انهيار المؤسسات الصحافية ليس في بلده فحسب بل في العالم من حوله إلا تلك المؤسسات التي اختارت المستقبل وبدأت تفكر في إستراتيجية جديدة.. عن طالب الجامعة الذي يدرس الصحافة متطلعا إلى أن يمتهنها.
من هنا، أعود إلى صمت الصحافة والى إسقاطاتها على الصحافي الذي لم يعد قادراً على تقديم نتاج متميز وسط ما حوله من إرهاصات أزمة الصحافة الورقية المادية والمعنوية من جهة وكذلك تخوفات صحافة جديدة لم يمتلك أدواتها بعد بشكل احترافي.
الصحافي الذي أقفلت مؤسسته أبوابها أو سرحت زملاءه منها، الصحافي الذي لم يعد متأكدا في خضم تغير رغبات الجمهور هل سيظل القارئ يثق به أم أن الصحافي المواطن سحب البساط من تحت قدميه ليسقط في أرض لم يتوقع يوما سقوطه فيها.
لذلك حين يصمت الصحافي فعلينا أن نخاف أن يكون ذلك بداية الخرس.