«الجزيرة» - الاقتصاد:
أكَّد صاحب السمو الأمير سعود بن عبدالله بن ثنيان رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع رئيس مجلس إدارة «سابك»، أن المملكة ترى أنها ودول غرب آسيا تشكل مع الصين ودول شرق آسيا قوة اقتصادية مهمة ضمن التجمع الآسيوي؛ مما يرتب عليها مع بقية الدول الآسيوية مسؤولية كبرى تجاه خدمة الإنسان وتطويره في كافة البلدان، مضيفًا «انطلاقًا من هذا الفهم فإن المملكة تضع نصب عينيها تعزيز الشراكات الإستراتيجية، وعلى رأس تلك الشراكات، شراكاتنا مع دول آسيا عمومًا، ومع الصين بصفة خاصة».
جاء ذلك خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر السنوي لمنتدى بواو الآسيوي 2017، الذي عقدت فعالياته تحت شعار: «العولمة والتجارة الحرة: رؤية آسيوية» ويختتم أعماله اليوم في مدينة بواو بمقاطعة هاينان الصينية. وقال الأمير سعود بن عبد الله: «يأتي شعار المؤتمر لهذا العام في وقت تحتاج فيه دول العالم إلى تفعيل العمل بروح الاتفاقيات المبرمة تحت مظلة منظمة التجارة العالمية، التي تم تأسيسها لخدمة الإِنسان، وتخفيف معاناة المحرومين، وتحقيق العدل في عالمنا».
وأوضح الأمير سعود، أن الصين لديها نفس الفكر الإستراتيجي لتعزيز الشراكات الإستراتيجية للتغلب على التحديات التي تواجهها التجارة الحرة بين دول آسيا؛ دون أن يؤدي ذلك إلى تجاوز العولمة الشاملة. وأضاف «لعل مبادرة الحزام والطريق، التي أطلقتها الصين عام 2013، لهو أوضح مثال على تعزيز مثل هذه الشراكات، حيث تمثل شبه الجزيرة العربية، وقبلها المملكة مركزالوصل فيه». كما أشار إلى أن تأسيس تلك الشراكات يحقق الكثير من المكاسب الاقتصادية لدول المنطقة، مضيفًا «إنني على يقين بأننا نسير بالاتجاه الصحيح حيث تعكف معظم دول آسيا، ومن بينها الصين، على الإعداد لبلوغ مستويات جديدة من النمو الاقتصادي والإنجازات من خلال خطتها التنموية، في الوقت الذي أطلقت فيه المملكة مؤخرًا برنامجها الطموح للتنمية الاقتصادية الشاملة (رؤية السعودية 2030)، الذي بكل تأكيد سيتكامل مع الجهود الآسيوية».
وشدد رئيس مجلس الإدارة على اعتزاز «سابك» بشراكتها الإستراتيجية الممتدة لأكثر من ثلاثة عقود في هذه المنطقة، أثبتت من خلالها الشركة جودة منتجاتها، وكرست وجودها في أسواق المنطقة، مضيفًا: «وتتويجًا لكل ما سبق، وبرعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين وفخامة الرئيس الصيني؛ وقعنا قبل أسبوع في بكين اتفاقية شراكة إستراتيجية مع شركة ساينوبك، علاوة على مراكز التقنية والابتكار التابعة للشركة في كلٍ من الصين وكوريا والهند».
وأكَّد الأمير سعود بن عبدالله بن ثنيان، على أهمية العمل والتعاون لضمان استمرار الأعمال، والمحافظة على مصالح الشعوب من خلال علاقات تجارية حرة ومفتوحة وشفافة، مضيفًا «لا شك أننا نواجه تحديات، ولكنني واثق من أنه من خلال التعاون، وتبني سياسات ملائمة، ومن خلال شراكاتنا المتوازنة والمتنامية، سنتغلب على هذه التحديات».
من جانب ثانٍ وضمن فعاليات زيارته للصين، التقى الأمير سعود بن عبدالله بن ثنيان عمدة مدينة شنغهاي الصينية ينغ يونغ. وقدم الأمير سعود تهنئته لعمدة شنغهاي بمناسبة تعيينه في هذا المنصب، منوهًا بالعلاقات المتنامية بين البلدين ونجاح قيادتيهما في تفعيل الشراكة بينهما، وقال: إن علاقة «سابك» في السوق الصينية تمتد لثلاثة عقود ونحن حريصون على تلبية رغبات عملائنا هنا، وهذا ما دعانا إلى تشييد مركز للأبحاث بمدينة شنغهاي، ولقد حققت «سابك» الكثير من النجاحات، واستفدنا من وجودنا في مدينة شنغهاي التي تعد من أهم المدن الاقتصادية في العالم.
بدوره، رحب ينغ يونغ بالأمير سعود ومرافقيه ومشيدًا بما تشهده العلاقات الصينية - السعودية من نمو وتطور، حيث نوه بالنتائج التي تمخضت عنها زيارة خادم الحرمين الشريفين للصين ولقاءاته بالمسؤولين الصينيين، حيث توصلت القيادتان في البلدين إلى تفاهم بشأن توسيع الشراكة الإستراتيجية بينهما في ضوء مبادرة الحزام والطريق ورؤية المملكة 2030.